نبيل الريفي يكتب: مدخل تازة الشرقي.. ورش مفتوح بلا نهاية

في ظل موجة من الاستياء العارم الذي يعم ساكنة تازة، يعود مشروع تأهيل المدخل الشرقي للمدينة إلى الواجهة، بعدما أصبح رمزا لتعثر المشاريع وتراكم الإهمال.
صور و”فيديوهات” حديثة ملتقطة أمس الاثنين 3 فبراير 2025، تزامنا مع الاضطرابات الجوية التي تعرفها المنطقة أظهرت بوضوح الوضعية المتدهورة للطريق: سيارات تغوص في أوحال الطين، وسط طريق رئيسية غير مهيئة تفتقر جوانبها لأدنى شروط السلامة والتنظيم، ما يعكس الفجوة بين الوعود المعلنة والواقع المرير الذي يعيشه السكان يوميًا.
المشروع الذي انطلقت أشغاله منذ فترة طويلة، في إطار اتفاقية الشراكة المتعلقة ببرنامج التأهيل الحضري والتي تجمع بين جماعة تازة، ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، وعمالة إقليم تازة ومؤسسة العمران فاس مكناس، كان يفترض أن يحدث نقلة نوعية في البنية التحتية لهذا المدخل الحيوي.
فقد أعلنت جماعة تازة عن تفاصيل مخطط طموح يشمل توسيع وتقوية المقطع الطرقي الممتد من سوق الجملة للسمك إلى مدار الجامعة، مع مراعاة تحديث جميع الشبكات الأساسية، من الماء الصالح للشرب إلى شبكة الكهرباء والصرف الصحي. كما شملت الخطط تهيئة الأرصفة، وتحديث محطات النقل الحضري، وإنشاء مناطق خضراء، وأشجار للتصفيف، ومواقف للسيارات، بل وحتى فضاءات رياضية.. في إطار نفس “الأحلام ” التي تم إدراجها قبل عامين.
غير أن التقدم الملموس ظل محدودًا، رغم مرور أشهر على بدء الأشغال، إذ لا تزال الطريق تغرق في الفوضى، والحفر العميقة تعيق حركة السير، بينما تزيد الأمطار من تفاقم الوضع، محولة الشارع إلى مستنقعات، ومحولة حفر الشبكات إلى خنادق تجمع الازبال و مياه الامطار. التصريحات الرسمية تحدثت عن تقدم “ملموس” في المشروع، لكن الواقع يروي حكاية مختلفة تمامًا، حيث لم تظهر نتائج هذا التقدم المزعوم سوى في بيانات مكاتب المسؤولين.
هذا الوضع أثار ولا يزال يثير غضب الساكنة، التي تعبر يوميًا عن معاناتها مع الازدحام، وتدهور حالة الطريق الوطنية رقم 6 التي تربط شرق المغرب بغربه، والخطر الدائم الذي يتهدد السائقين والراجلين على حد سواء.
ورغم الشكاوى المتكررة، لم يجد المواطنون سوى صدى صامتًا من الجهات المسؤولة، ما زاد من حدة الاستياء ودفع العديدين للتساؤل عن مصير الميزانيات المرصودة لهذا المشروع، ومدى جدية الالتزام بتنفيذه، وفق المعايير المعلن عنها.
الصورة و “الفيديوهات” التي تم تداولها على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي لم تكن مجرد توثيق لحالة طريق، بل صرخة احتجاج صامتة على واقع يغيب فيه الإنجاز الحقيقي وتحضر فيه الوعود المؤجلة. وبينما تستمر الأشغال بوتيرة بطيئة، بل تنقطع احيانا لمدة طويلة، يظل أمل السكان معلقًا على يوم يرون فيه مدخل مدينتهم يليق بتازة وموقعها وتاريخها.
تعبر المقالات المنشورة في “منتدى الديار” عن رأي أصحابها، ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر الجريدة