انتخابات رباط الخير.. “حرب طاحنة” بين الأحرار والاتحاد والشطيبي “يقصف” الرئيس و”الملياردير الجديد”

تصوت ساكنة جماعة رباط الخير، الخميس المقبل (23 يوليوز)، لاختيار 18 مستشارا في انتخابات تكميلية أعلنت عنها وزارة الداخلية بعد تقديم مستشارين جماعيين استقالتهم من المجلس.

وحسب مصادر متطابقة، تشهد جماعة رباط الخير، بإقليم صفرو، “حربا طاحنة” بين حزب الاتحاد الاشتراكي بقيادة ادريس الشطيبي، البرلماني ورئيس المجلس الإقليمي لصفرو، وحزب التجمع الوطني للأحرار بزعامة ادريس الشبشالي، رجل أعمال وعضو بالحزب.

وكشفت مصادر جريدة “الديار” أن الصراع بين الحزبين انطلق مباشرة بعد إعلان الداخلية عن تاريخ إجراء الانتخابات التكميلية بـ”أهرمومو” وبدء عملية الاستقطابات، مشيرة إلى تراجع “الأحرار” عن الالتزام الذي تم الاتفاق عليه بين الأعضاء الغاضبين، والقاضي، وفق مصادرنا، بعدم التنافس بين أحزاب “الاتحاد” و”البام” و”الأحرار” في الدوائر التي سيترشح فيها المستشارون المستقيلون.

وأوضحت المصادر ذاتها أن حزب التجمع الوطني للأحرار قدم 11 مرشحا، وهو ما اعتبر خرقا للاتفاق السالف ذكره، مضيفة أن الاتحاد الاشتراكي قدم 17 مرشحا، حيث التحق به 3 مستشارين من الأعضاء المنسحبين من المجلس الجماعي والمنتمين لحزب الاصالة والمعاصرة بعض أن رفض حزبهم تزكيتهم، فيما سحب مستشاران باسم حزب “الحمامة” ترشيحهما في آخر لحظة قبل أن يغيرا الوجهة إلى الاتحاد الاشتراكي، تقول مصادرنا.

وعن كواليس نزوح مرشحي “الأحرار” إلى “الاتحاد”، شددت المصادر نفسها، على أنه بالإضافة إلى عدم التزام حزبهما بالاتفاق المبرم بين الأعضاء “الغاضبين”، شكلت مكالمة هاتفية بين عبد الصمد سلوان، “رئيس” المجلس، وادريس الشبشالي منعطفا حاسما في قرار سحب ترشيحهما باسم الأحرار وإعادة الترشيح باسم الاتحاد الاشتراكي في آخر ساعات تقديم الترشيحات، “حيث تم التأكيد في ذات المكالمة على “دعم الأحرار” للاستقلالي سلوان في حالة الفوز بالانتخابات، بالإضافة إلى تعرض أحد المستشارين للإهانة من طرف الرئيس دون ان يمنعه الشبشالي من ذلك في نفس المكالمة” تتابع مصادرنا المطلعة.

“بالإضافة إلى كل ما سبق، تقول مصادر “الديار”، أججت عملية إصلاح مصابيح كهربائية بأحد أحياء جماعة رباط الخير الصراع بين الطرفين”، مشيرة إلى ما وصفته باستغلال آلية تابعة لجماعة المنزل في الحملة الانتخابية.

وتحدثت مصادرنا عن تورط ادريس الشطيبي في القضية، حيث اشارت إلى أن رئيس المجلس المنحل قام بالتقاط صور للآلية وبجانبها سيارة تابعة للمجلس الإقليمي بصفرو، مشددة إلى تطور الأمور بعد نشوب خلاف حاد بينه وبين البرلماني الشطيبي الذي وصف عبد الصمد سلوان بـالرئيس “العاجز” عن حل مشاكل الساكنة أما الجميع.

وللتعليق على موضوع استغلال آلية مجلس المنزل و”الصراع” الانتخابي بين حزبي “الأحرار” و”الوردة”، اتصلت جريدة “الديار” بادريس الشبشالي، “زعيم” الأحرار بالمنطقة، كما تلقبه مصادر “الديار”، قبل أن يحيلها على حسن لوطاية، المنسق الإقليمي لحزب “الحمامة”.

هذا الأخير، استنكر في تصريحه للجريدة استخدام عربة من خارج الجماعة لأغراض انتخابية، مشيرا إلى أن هذه الآلية استقدمها الاتحادي الشطيبي من جماعة المنزل المجاورة التي يحكمها “الاتحاد”، وربما دون علم رئيسها، يضيف المتحدث نفسه.

“لا يقتصر الأمر فقط على الآلية في هذا الملف، يقول لوطاية، فقد تم استغلال سيارة تابعة للمجلس الإقليمي لصفرو كذلك في حملة انتخابية وهو ما يعتبر مخالفة صريحة للقانون”.

وعن نزوح مستشارين من “الأحرار” إلى “الاتحاد” أوضح المنسق الإقليمي أن الأعراف الانتخابية تقتضي عدم الحديث عن التحالفات إلا بعد ظهور النتائج، وهو الأمر الذي لم يتم الالتزام به من طرف العضوين السابقين، مشددا على أن الحزب دخل غمار المنافسة الانتخابية بكل وضوح وشفافية بعيدا عما اسماه بـ”التكوليس”.

من جهته، نفى ادريس الشطيبي، نفيا قاطعا، ما يتم الترويج له حول استغلاله آلية الجماعة في حملة انتخابية، مشيرا في حديثه لـ”الديار” أنه ليس مرشحا  في الانتخابات، وأنه حرص على حل مشكل الإنارة بالحي المذكور بعد احتجاج من السكان بصفته رئيسا للمجلس الإقليمي وبرلمانيا.

وأبرز الشطيبي أنها ليست المرة الأولى التي يتدخل فيها داخل جماعات الإقليم، موضحا أنه يتابع اشغال الإنارة وتعبيد الطرق في العديد من الجماعات، قبل أن “يقصف” رئيس مجلس “أهرمومو” ويصفه بـ”الفاشل” موجها إليه رسالة بضرورة تقديم استقالته، حفاظا على ماء وجهه، بعد فقدانه الأغلبية واستقالة 18 عضوا من مجلسه.

“لو قام الرئيس بعمله كما يجب، يقول المصدر ذاته، لن أكون مضطرا للتدخل لإطفاء غضب الساكنة”، قبل أن يتابع مسترسلا: “الرئيس يبحث عن شماعة يعلق عليها فشله في التدبير وفي مشروع تهيئة رباط الخير.. والشوارع والأزقة المحفرة خير دليل على هذا الفشل”، واضعا العديد من علامات الاستفهام حول العلاقة، التي وصفها بـ”الغامضة والملتبسة”، بين “الرئيس” و”الملياردير الجديد” بالمنطقة، يضيف الاتحادي الشطيبي.