مئوية مهرجان حب الملوك بصفرو.. “الارتجالية” في التنظيم تطال الصحافة

وقّع الساهرون على مهرجان حب الملوك، في دورته المائة، على أول “سقوط” في اختبار التنظيم، مع انطلاق فعاليات المهرجان، بـ”مساهمتهم”، ربما، في جنحة “انتحال صفة”.

وتنظم وزارة الشباب والثقافة والتواصل والمجلس الجماعي لمدينة صفرو دورة سنة 2024 لمهرجان حب الملوك، التي تصادف الذكرى المئوية في الفترة ما بين 6 و9 يونيو الجاري.

وكانت مصالح جماعة صفرو قد أعلنت عن شروط الحصول على اعتماد “صحافي” لتغطية أشغال المهرجان، إذ طلبت من الصحافيين نسخة من البطاقة المهنية لسنة 2024، ونسخة من بطاقة التعريف الوطنية، و”أمر بمهمة” موقع من طرف رئيس تحرير المنبر الإعلامي، بالإضافة إلى صورة شخصية للصحافي أو الصحافية.

وبررت الجماعة طلب هذه الوثائق بحرصها على تفادي “الفوضى” و”انتحال صفة”، حتى يقوم الصحافيون بمهامهم في أحسن الظروف، وهو الأمر الذي استحسنه الجميع، خصوصا أن الأمر يتعلق بأقدم مهرجان في المغرب، وأن الأضواء مسلطة على هذه الدورة تحديدا، والتي طال انتظارها منذ “جائحة كورونا”.

اليوم الأربعاء 5 يونيو، سيتفاجأ صحافيون، ساعات قليلة على انطلاق حفل اختيار ملكة حب الملوك، بتوزيع السلطة لـ”شارات الصحافة”، يستطيع أيا كان حملها، والتواجد في المناطق المخصصة للصحافة في “انتحال لصفة” ينظمها القانون.

لماذا طلبت جماعة صفرو معطيات، ذات طابع شخصي، من الصحافيين، من أجل منحهم “شارة” (Badge)، قد يستطيع أيا كان نسخه بـ”العشرات” وتوزيعه على “أحبابه”؟

هل يمكن التغاضي عن حمل شخص لشارة مخصصة لرجال السلطة، أو تلك الخاصة بمسؤولي وزارة محمد مهدي بنسعيد، أو مستشار جماعي، والجميع يعلم أنه لا ينتمي لهذه “الفئات”؟

هل “يشجع” منظمو مهرجان حب الملوك، “منتحلي صفة” على التمادي في خرق القانون، علما أن مديرية التواصل بجهة فاس مكناس، التابعة لوزارة الثقافة والشباب والتواصل، تطلب، كل سنة، من الصحافيين تحيين بطائقهم المهنية؟

لماذا لم تعقد ندوة صحفية لتقديم المهرجان، كما دأب على ذلك منظمو الدورات السابقة؟

أسئلة، وأخرى، ستبقى ربما بدون جواب، في الوقت الذي قطع مهرجان فاس للموسيقى العريقة، على بعد دقائق معدودة من صفرو، أشواطا كبيرة في التنظيم والتعامل مع الصحافة، رغم حداثته وبلوغه الدورة 27 فقط، مقارنة مع الدورة 100 من مهرجان حب الملوك.

وفي السياق ذاته، أعلنت العديد من الفعاليات المحلية عن مقاطعتها للمهرجان بسبب تغييبها أو لعدم رضاها عن “التشويه” الذي طال المهرجان، وفق تعبيرها، مبرزة أن مئوية المهرجان صارت مجرد “حفلات غنائية” لا غير، باستثناء بعض الفقرات المقترحة من طرف بعض الجمعيات المدنية.