معطيات مثيرة كشف عنها عبد المولى الزاهيدي، لاعب نادي وداد صفرو لكرة القدم، بعد “الاستغناء” عن خدماته من طرف يوسف منظور، “الرئيس الجديد” للجمعية، رغم كونه هدافا لبطولة الموسم الماضي من القسم الثاني هواة شطر الشمال الشرقي بـ23 هدفا، وأيضا رغم مشاركته بشكل رسمي في جميع لقاءات الفريق (30 مباراة).
وقال الزاهيدي، في اتصال بجريدة “الديار” إن قصة “الحكرة” و”الحط من كرامته” كلاعب، بغرض “طرده” من الفريق انطلقت يوم 8 أكتوبر الماضي، وتحديدا في الدورة الثالثة من البطولة، عندما “انتفض” ضد أحد المشجعين، بعد نهاية مباراة “وداد صفرو” و”شباب أولمبيك وزان”، التي انتهت بالتعادل، هدف لكل فريق.
“أعترف أنني أخطأت في التقدير، لكن مع ضغط المباراة، ومع المجهود الذي بذلته، رفقة باقي الزملاء في الفريق من أجل الفوز وجلب الفرحة لأعضاء الفريق وللجمهور، لم أتقبل أن تتم إهانتي وتعريض والدَيّ للسب والقذف، ما جعلني أتصرف بتلك الطريقة ضد شخص واحد فقط وليس ضد الجمهور”، يورد المتحدث نفسه، قبل أن يؤكد على أنه اعتذر للجمهور ولأعضاء المكتب المسير، بحسن نية وبصدق، عن “الخطأ” الذي اقترفه عن غير قصد.
بعد واقعة الجمهور، يضيف الزاهيدي، طُلب منا، كلاعبين وطاقم تقني، والبعض لازال يستحم، العودة إلى أرضية الملعب، لنتفاجأ بيوسف منظور، بصفته “مستشهرا” ولا علاقة له بالمكتب المسير أو الطاقم التقني، آنذاك، يصرخ، حيث وجه كلامه إلى أحد اللاعبين مرددا: “واش مكتعرفونيش؟.. قلبو علي فـ”غوغل” (Google)! “، أمام استغراب جميع الحاضرين.
وتابع مصدرنا، في السياق ذاته، أن المستشهر استدار نحوي ليوبخني، قبل أن ينفجر : “متهزش علي يديك!”، رافضا حتى الاستماع إلي، رغم أنني حاولت، فقط، أن أوضح وأشرح له ما يجري، لينهي “النقاش” بالصراخ في وجهي: “سير فحالك”.
وأبرز عميد الفريق أنه بعد هذه الواقعة سيتوجه الفريق إلى طنجة من أجل معسكر تدريبي، شدد على أنه مر في ظروف عادية حتى موعد مباراة “وداد صفرو” ضد فريق “نهضة مرتيل” (1-1) برسم الجولة الرابعة من البطولة، ليعاود منظور، وهو لا يزال “مستشهرا”، فقط، إهانتي أمام باقي زملائي، بدعوى “عدم احتجاجي” على الحكام.
“الأمور لم تتوقف عند هذا الحد، يقول الزاهيدي، بل بلغت حد جلب عميد الفريق الخصم، والحديث هنا حسبه عن “اتحاد أجلموس” الذي واجهه فريق “وداد صفرو” خارج الميدان (1-1)، في الدورة الخامسة من البطولة، (جلبه) إلى مستودع الملابس و”تمجيده” على حسابنا، نحن لاعبي فريقه، يومان فقط على استقالة المكتب السابق للنادي”، وإشادته في الجمع الاستنائي باللاعبين والطاقم التقني للفريق.
وزاد المتحدث نفسه، في الإطار ذاته، أن “الرئيس الجديد” وجه كلامه نحو لاعبي الوداد، ولي خصوصا، وهو يربت على ظهر عميد فريق أجلموس: “هذا هو الكابِتّان.. زمتكم وحاماكم كاملين بوحدو!”.
مسلسل الاعتداء “المعنوي” على هداف البطولة الموسم الماضي سيأخذ منحا أكثر خطورة في المباراة الموالية عندما استقبل الفريق بميدانه “النهضة الرياضية لزايو” (3-0) في منافسات الجولة السادسة، وفق تعبيره، حيث أكد أنه بعد نهاية الشوط الأول، الذي عرف تسجيل الوداد للهدف الأول، اقتحم منظور مستودع الملابس لتوبيخه لأسباب غريبة قبل أن يخبره: “أنت أتمشي فحالك!”، أمام دهشة اللاعبين والطاقم التقني.
وزاد عبد المولي الزاهيدي، دائما في سياق سرد حكاية معاناته مع “الرئيس” لجريدة “الديار”، أنه اختار التخلي على “شارة العمادة” لأحد زملائه، على أمل تجنب “الإهانة” مرة أخرى، في الدورة السابعة بالناظور ضد فريق “الأمل الرياضي للعروي”، التي خسرها وداد صفرو (2-1)، قبل أن يتصل به سعيد الحموني، مدرب الفريق ومساعده لإبلاغه قرار “الرئيس” منظور بـ”طرده” من الفريق، ومنعه من حضور التداريب.
وعن فسخ العقد مع الفريق وحصوله على تعويضاته، كشف المتحدث نفسه أنه لم يتوصل بأي مستحقات ولا زال ينتظر أن يتم التواصل معه، مشددا، في نفس الوقت، على أنه حتى ولو لم يحصل “على حتى ريال” فتكفيه كرامته التي ليس لها ثمن، موجها شكواه وتظلمه إلى العلي القدير الذي سيعوضه على “الظلم” الذي تعرض له أمام “الشهود”، وفقه، مصرحا، كذلك، على أنه لم يسبق له أن تعرض لمثل هذه “المعاملة” طيلة مساره الكروي مع العديد من الفرق، التي لا زال يحتفظ بعلاقات طيبة مع مكاتبها ولاعبيها..
ولم يفت عبد المولى الزاهيدي الإشارة إلى أن أسباب تراجع مستوى فريق الوداد الرياضي تعود بالأساس إلى الضغط الممارس على اللاعبين، واقتصار الحديث وسط الفريق على “الفلوس”، فقط لا غير، بعيدا عن “الكرة”، مشيدا في نفس الوقت برئيس الفريق السابق الذي أوضح أنه كان يعتبر جميع اللاعبين، بدون استثناء، كأبنائه، ما جعل الفريق في الموسم الماضي ينافس على الصعود “غير بالنية” رغم الأزمة المالية الخانقة، قبل أن يتمنى حظا موفقا للفريق ومستقبلا زاهرا لزملائه، الذي وصفهم بـ”الرجال”.
يشار إلى أن “المكتب الجديد” لفريق وداد صفرو كان قد قرر الاستغناء عن خدمات المدرب سعيد الحموني ومساعده الحبيب بوسلامة، قبل أن يتم فسخ عقديهما بـ”التراضي”، لكن، بعد تعرضهما لحملة “تشهير وتشويه السمعة”.
