فصيل يواجه انتقادات بسبب “تراجع” حزب “الوردة”.. الطلبة الاتحاديون يعلنون عن إعادة الهيكلة للعودة إلى “الحرم الجامعي”

هل ستكون العودة موفقة، في ظل الانتقادات اللاذعة التي يواجه بها من قبل تيارات داخل الجامعة؟ السؤال المفتوح مرتبط بإعلان فصيل الطلبة الاتحاديين عن دخوله في إعادة الهيكلة بغرض العودة مجددا للعمل في نقابة “أوطم” بعد غياب عن الساحة الجامعية دام لعقود.
التنسيق الوطني للشبيبة للطلبة الاتحاديون قال، في بيان له، إنه تم انتخاب سكرتارية وطنية له، كما تمت هياكل اللجان الوطنية، وتم الاتفاق على تشكيل التنسيقيات الجهوية كوحدات تنظيمية جهوية للمنظمة.
وفي السياق ذاته، تم الإعلان عن إحداث لجنة خاصة بتقديم عريضة وطنية من أجل تعميم المنحة. وقالت الشبيبة الاتحادية إن هذه الخطوات تعكس جهود منظمة الطلبة الاتحاديين في تطوير وتنظيم العمل الطلابي، وتعزز دور الشبيبة الاتحادية في دعم وتمثيل الطلبة. كما أوردت بأن هذه الخطوات تأتي في إطار العمل المستمر من أجل استكمال بناء منظمة الطلبة الاتحاديين والارتقاء بالحركة الطلابية الوطنية، حسب تعبيرها.
لكن مراقبين يرون بأن هذه العودة ستواجه أزمة حادة يعيشها الجسم الطلابي. ففي عدد من الجامعات، يسيطر إسلاميو جماعة العدل والإحسان على النقابة الطلابية ويعتبرون بأن أي دخول لفصيل أو منظمة يجب أن يمر وجوبا عبر التعاضديات والمكاتب التي شكلتها والتي تمنح التراخيص للأنشطة في الساحة. وفي مواقع محدودة، ومنها جامعة فاس، لا تزال الهيمنة للنهج الديمقراطي القاعدي والذي يربط الحركة الطلابية بشعارات تغيير “راديكالية”، ويرفض أي أصوات تغرد خارج السرب، خاصة منها أصوات “التحريف” و”الإصلاح” وأحزاب “الانبطاح” اليسارية، حسب تعبير عدد من بياناته.
وفي سياق آخر، هناك موجة كبيرة من العزوف على العمل السياسي والنقابي في أوساط الطلابي، مرتبط أساسا بفقدان الثقة في الممارسة الحزبية، ومنها ممارسة حزب الاتحاد الاشتراكي الذي حطم أفق انتظار عدد كبير من المواطنين منذ تجربة التناوب التوافقي، مرورا بانهيار مريع للحزب بسبب توالي سقطاته في الدفاع عن “القوات الشعبية”، وأزماته الداخلية العاصفة.