بعد توقيف البرلماني البوصيري.. مستشارو “الوردة” في “نقد ذاتي” حول “إخفاقات” التحالف المسير لجماعة فاس

بالنسبة للاتحاديين، فإن الكلمة التي قرأها ياسر جوهر، رئيس الفريق الاتحادي بمجلس جماعة فاس، في أشغال دورة أكتوبر العادية للمجلس الجماعي لفاس، اليوم الخميس، تندرج في سياق “وقفة تأمل” ضرورية حول حصيلة وأداء التحالف الرباعي الذي يتولى تدبير الشأن العام المحلي للمدينة.

لكن بالنسبة لمتتبعين، فإن للأمر علاقة بمحاولة لتجاوز الضربة الموجعة التي تكبدتها صورة الحزب بسبب ملفات ثقيلة تواجه البرلماني البوصيري، النائب الثالث للعمدة البقالي، والذي تم وضعه رهن تدابير الحراسة النظرية من قبل الفرقة الجهوية للشرطة القضائية لتعميق الأبحاث تبعا لتعليمات النيابة العامة بمحكمة الاستئناف.

“لقد مرت سنتين على تحمل تحالفنا لمسؤولية تدبير المجلس الجماعي لفاس، يقول رئيس لجنة التنسيق الإقليمية للمستشارين بجماعة فاس ومقاطعاتها ، في كلمته بمناسبة مناقشة ميزانية الجماعة لسنة 2024، والتي التي تحدث فيها عن “مرحلة التمكين”، في إشارة إلى السنة الأولى من تولي المسؤولية، “قصد الاستئناس بالمسؤولية، والإطلاع على ملفات والتعرف على الشركاء والجهات الواجب التعامل والتعاون معها والترافع لديها من أجل فاس”… “وبعدها كان يجب أن نطلق ورشا تنمويا وإصلاحيا في مستوى انتظارات الساكنة وفي مستوى وعودنا الانتخابية وخاصة ما يرتبط منها بالقضايا الحارقة التي فشل فيها المجلس السابق،عوقب على فشله من طرف ساكنة وناخبي المدينة،و نعني بذلك ملفات النقل الحضري العمومي، النظافة، المناطق الخضراء، الإنارة العمومية، مواقف السيارات”.

الكلمة تركت المتلقي يستنبط أن السنة الثانية لم تحقق المتوخى منها. “لقد كانت انتظارات الساكنة كبيرة، وعلى قدرها كانت وعودنا الانتخابية”. الاتحاديون في مجلس البقالي جددوا التأكيد على أنهم ليسوا هواة سياسة سياسوية ترتكز على تبني الإنجاز فقط، والتنصل من الإخفاق، وجددوا طرح نفس الأسئلة الحارقة التي يطرحها كل متابع للمجلس ولوضع المدينة.

من الملفات الحارقة التي سردها فريق “الوردة”، هناك النقل الحضري العمومي والنظافة. ورغم أن هذه الملفات كانت موضوع صفقات وتعاقدات سابقة على مجيء مجلسنا، فإن فريق “الوردة” يشير إلى أن ذلك لا ينبغي أن يعفي من القول بأن الوقت لا يرحم، والإنتظارات والمتطلبات تتزايد، والرأي العام قد أصبح يقلق ويعبر عن ذلك…”وهو ما سيؤثر حتما على الصورة العامة للمجالس المنتخبة والمنتخبين، وسيكون له الأثر السلبي على الثقة وعلى حجم ونسبة المشاركة في الاستحقاقات القادمة… لا قدر الله”.

هل قرر حزب “الوردة” أن يعمل مع الأغلبية ويتحدث كمعارضة في محاولة للاستفادة من “الإنجازات” والتهرب من “الإخفاقات”؟ بالنسبة له، فإن قراءة موضوعية للميزانية التي طرحها مجلس البقالي، وساهم الاتحاديون أنفسهم في إعدادها بالنظر إلى أنهم مكون مهم في المكتب والأغلبية، تقول بأن ميزانية المجلس “لا يمكنها أن تفي بالغرض المنشود، أي إطلاق دينامية تنموية وتجهيزية حقيقية”.

فريق “الوردة” ذكر، في هذا الإطار، بقضية وقع لميزانية التجهيز للسنة المالية الجارية، حيث ووجهت بعدم تأشير وزارة الداخلية عليها بسبب أخطاء في الإعداد.  وشدد على ضرورة اعتماد التوازن الضروري بين جزئي الميزانية، واعتماد صدقية المداخيل، وحسن تدبير الندرة من خلال تقليص الاعتمادات المرصودة لبعض الأبواب، “وكمثال على ذلك الأبواب المتعلقة بالسفريات والهدايا، الجوائز، الأدوات والتجهيزات المكتبية، أشغال صيانة الطرقات، أشغال صيانة المناطق الخضراء…الخ”.

كما شدد على ضرورة إعمال كل الصيغ الممكنة لاستخلاص كل ما هو مستحق للجماعة من رسوم وأكرية ومداخيل، وتجفيف منابع الهدر المالي، وتشديد الرقابة المالية والإدارية وتعبئة الموارد البشرية الجماعية وغير الجماعية المعنية بالموارد المالية للجماعة (وزارة المالية، وزارة الداخلية…) ومدها بوسائل العمل الكافية وبالسلطة اللازمة للقيام بمهامها في الاستخلاص قصد تنمية مداخيل الجماعة.

في الكلمة التي قرأها ياسر جوهر، وهو نفسه رئيس مجلس مقاطعة فاس المدينة، تشديد على ضرورة إعمال القانون بصرامة فيما يخص كل المستحقات المالية للجماعة سواء لدى أشخاص معنويين أو ذاتيين أو مستغلين لملك جماعي أو مستفيدين من خدمات جماعية. ودعا، في هذا السياق، إلى التفعيل الفوري لشركة التنمية المحلية فاس موارد، حيث أن الديون المتراكمة على الجماعة (أحكام قضائية –نفقات إلزامية تخص OZONE وCITYBUS وRADEEF) هي من الضخامة بمكان، بحيث لا تسمح للجماعة بتحقيق فوائض تسمح للجماعة بالاستثمار والتجهيز في ظل المداخيل الحالية.

“الجماعة وهي تعاني من ضغط الديون، ومن فوائد هذه الديون، ومن ضعف مداخيلها، وهو ما سيؤثر على قدرتها على التجهيز والاستثمار، كما يؤثر بصيغة أوتوماتكية على التزام الجماعة بالمخصص الإجمالي للمقاطعات مما يؤثر سلبا على وفاء مجالس المقاطعات بالتزاماتها ووظائفها”، يخلص ياسر جوهر في كلمته باسم الفريق الاتحادي.