في الذكرى 16 لـ”الأحداث” بصفرو.. “الديار” تعيد رسم ملامح “انتفاضة الخبز” وحقوقيون: “كل شيء تغير لكن نحو الأسوأ”

في الذكرى الـ16 لـ”انتفاضة صفرو”، ماذا تغير في مدينة اقترن اسمها بموسم حب الملوك في أوقات “المجد”، كما اقترن أيضا بـ”الأزمة” بسبب الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية العديدة والمترابطة التي ظلت تصنع محنة ساكنتها؟ جل الفعاليات التي حاولت “الديار” الاستماع إلى إفاداتها بخصوص تقييم ما بعد الأحداث الصعبة التي عاشتها المدينة في 23 شتنبر 2007، تكاد تجمع أن لا شيء تغير.

بدر عرفات، الناشط الحقوقي المعروف في المدينة وأحد معتقلي هذه الأحداث، قال لجريدة “الديار” إن المدينة تعيش نفس الظروف والشروط التي جعلت سكان مدينة صفرو يخرجون إلى الشارع للاحتجاج على الأوضاع الاجتماعية، قبل سنوات، من غلاء أسعار المواد الأساسية وتردي الخدمات الاجتماعية في ظل انعدام فرص الشغل القار، الذي بدونه لن تتحقق شروط العيش الكريم وكرامة الإنسان ورفاهه.

لقد “تعاقب أربعة عمال على هذا الإقليم، ونحن الان نعيش الولاية الرابعة للمجلس الجماعي منذ الهزة الاجتماعية، ومدينة صفرو تعيش على ايقاع مشاكل اجتماعية تفاقم يوما بعد يوم معاناة المواطنين على اختلاف أعمارهم رغم برامج “التنمية البشرية” التي خصصت لها ميزانيات ضخمة لتمويل مشاريع المواطنين البسطاء وعدد من تنظيمات المجتمع المدني”، يوضح الحقوقي بدر عرفات في تصريحاته لجريدة “الديار”.

في الذكرى الـ16 لـ”الأحداث” الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، وفق أكثر من ناشط، قد تدهورت بشكل أكبر، بالنظر إلى الغلاء الكبير التي عرفتها المعيشة على الصعيد الوطني. وقد زاد الجفاف في صنع محنة الساكنة القروية المحيطة بالمدينة.

كل شيء بدأ في صباح رمضاني، وبالتحديد في ساحة «باب مربع». حشود غفيرة من ساكنة المدينة تجاوبت مع نداء للجمعية المغربية لحقوق الإنسان للاحتجاج على غلاء الأسعار وارتفاع تكاليف المعيشة. رفعت الكثير من الشعارات المنددة بالأوضاع المزرية، وصرخ المحتجون بملء أفواههم. وتم “رفع” الوقفة، لكن “الجماهير” قررت الاستمرار في “الغضب” ومواصلة الاحتجاج والانطلاق صوب مقر العمالة لـ”إيصال الرسائل”. لم تتفرق الحشود الغفيرة، وواصلت ترديد الشعارات، وتضاعفت أعداد المحتجين الذين توزعوا في مختلف أحياء المدينة، وسرعان ما خرج الوضع عن السيطرة. فقد أعلن عن إصابة 87 عنصرا في صفوف القوات العمومية، 12 منهم دخلوا المستشفى في وضعية حرجة. أما الخسائر المادية فكانت مهولة، وفق إحصائيات رسمية.

في خضم “الأحداث”، جرى اعتقال كل من بدر عرفات، وعز الدين المنجلي وكمال المريني، وهم من رموز الجمعية المغربية لحقوق الإنسان حينها. ووصل عدد المعتقلين في المجمل لما يقرب من 45 شخصا، وضمنهم 10 قاصرين. قادة الجمعية المعتقلين أمضوا حوالي 4 أشهر رهن الاعتقال الاحتياطي، وانتهت المحاكمة التي حظيت بمتابعة إعلامية وحقوقية كبيرة، بحصولهم على البراءة من كل التهم الثقيلة الموجهة ضدهم.

أشهرا بعد ذلك، جرى إعفاء عامل الإقليم. تعاقب الكثير من المسؤولين الإداريين والمنتخبين على المدينة، لكن الكثير من الفعاليات التي عاشت ما قبل “الأحداث” وما بعدها لا تزال تؤكد أن المدينة عرفت تغييرات كثيرة، لكن نحو الأسوأ.