“تحويل” واستغلال مساعدات زلزال الحوز “سياسيا” بإقليم صفرو؟.. “فيديو” يرصد رئيس جماعة يوزع “إعانات” ومطالب بفتح تحقيق
رصدت أشرطة فيديو، توصلت بها جريدة “الديار”، مشاهد من توزيع إعانات “يجهل مصدرها” في منطقة العنوصر القروية.
وجاء في شريط أن رئيس الجماعة برفقة أحد أعوان السلطة يشرفون على عملية توزيع كمية ظهر أنها مهمة من الألبسة المستعملة لفائدة الساكنة، كما أورد صاحب الفيديو، موضحا أن المشرفين على توزيع هذه المساعدات أكدوا للساكنة بأن هذه المساعدات تعود لأحد المحسنين، لكن مسجل الشريط قال إن هذا المحسن لم يظهر له أثر، ولم تعرف هويته، بينما الرئيس وعون السلطة هما اللذين أشرفا على توزيع “خوردة” مجهولة المصدر، مسجلا أن الأمر يحتاج إلى المراقبة، لأن هذه الملابس قد تكون مضرة بصحة المواطنين.
واعتبر مصور الفيديو، ننشره لاحقا، بأن للأمر علاقة بـ”السياسة”، في إشارة إلى استغلال رئيس جماعة العنوصر، عن حزب التجمع الوطني للأحرار لهذه “الخوردة”، وفقه، لكسب ود الفئات المستهدفة.
وأظهر الفيديو “الإعانات” مشتتة في الأرض، بينما الساكنة تحوم حولها و الرئيس وعون السلطة يسجلون أسماء المستفيدين. ودعا صاحب الفيديو، بعد أن وصف الواقعة بـ”الكارثة” وما يجري بـ”العيب والعار”، عامل الإقليم إلى فتح تحقيق في هذه القضية، متعمدا إظهار سيارة الرئيس في أكثر من لقطة.
لكن، ما مصدر “الدعم” الذي قدمه رئيس الجماعة و”المقدم” لساكنة العنوصر؟
المعطيات التي توفرت لجريدة “الديار” تشير إلى أن هذه المساعدات ربما قد تكون لها علاقة بالإعانات التي تم جمعها في إحدى حملات التبرع التي نظمت بإقليم صفرو لفائدة الساكنة المتضررة من زلزال الحوز، في الوقت الذي ظهر فيه أمس مساء “بلاغ توضيحي” عن لجنة تسمي نفسها “لجنة اليقظة والتدخل الميداني بإقليم صفرو” يتحدث عن “تخزينها” بدار العجزة والمخزن التابع لجماعة العنوصر حتى يتم توزيعها على الفئات المحتاجة”.
وتساءلت مصادر لجريدة “الديار” حول دواعي إقدام رئيس الجماعة بتوزيع هذه “المساعدات” بعيدا عن “اللجنة”، وحول من منحه الإذن بالتصرف في “إعانات” قدمها مواطنون لغرض واضح وهو تقديم الدعم لضحايا زلزال الحوز، إذا تبث فعلا أن لها علاقة بما تم تجميعه بمنطقة السلاوي وسط مدينة صفرو.
هل زاغت حملة جمع التبرعات والمساعدات في إقليم صفرو لفائدة الساكنة المتضررة من الزلزال المدمر، عن أهدافها، ليتم التلاعب “سياسيا بجزء منها؟ هذا السؤال طرح بحدة من قبل عدد من الفعاليات الجمعوية المحلية.
والجواب، بحسب عدد من الناشطين في الإقليم، لن يكون إلا بفتح تحقيق حول ملابسات هذه القضية، وتحديدا في أوجه صرف ومصير مبالغ مهمة من الأموال التي تم التوصل بها “نقدا” من متطوعين، خاصة في ظل تأكيد لرئاسة النيابة العامة في تعليمات لوكلاء الملك في مختلف محاكم المغرب بفتح تحقيق في أي شبهات تحوم حول وجهة هذه المساعدات، أو أي وشايات بشأن اختلالات قد تكون رافقتها.
“لا يقتصر الأمر على تحويل جزء من المساعدات إلى جماعة العنوصر، بل تم توجيه جزء منها إلى دار العجزة بصفرو، التي يرأس جمعيتها رئيس جماعة عزابة عن حزب “الأحرار” أيضا”، تورد مصادرنا، التي أشارت، في نفس الوقت، إلى تدخل باشا مدينة صفرو لطلب شاحنة من رئيس المجلس الجماعي لصفرو لنقل كمية من المساعدات إلى دار العجزة.
هذا، وخلف اعتراف “لجنة اليقظة والتدخل الميداني بإقليم صفرو” بتحويل تبرعات المواطنين لفائدة ضحايا الزلزال إلى جهات أخرى موجة غضب وسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث علق الكاتب عبد العزيز العبدي على الواقعة بـ”عادي، والله حتى عادي.. عادي جدا جدا جدا..”، مضيفا: “كلنا في المغرب عجزة ومحتاجون…”
من جهته قال الحقوقي حافظ مهراز، في تدوينة، إن المواطنين قدموا الإعانات لإخواننا في الحوز، ودعما لأرامل ويتامى وأطفال و شيوخ الدواوير المنكوبة بفعل الزلزال، مشددا على أنهم “معاونوش الجماعة ديال لعنوصر ومعاونوش كندر سيدي خيار “، مبرزا أن هذا يسمى “النصب والاحتيال”، وفق تعبيره، قبل أن يطالب النيابة العامة بفتح تحقيق جدي ونزيه.