الصدمة!.. “عين السلطان” يتحول إلى “عيون جافة” ومطالب بالتحقيق في ملابسات نضوبه
صدمة كبيرة لا يخفيها كل المترددين على منتجع عين السلطان بمنطقة إيموزار كندر، في هذه الأيام، وهم يعاينون نضوب جميع عيون هذا المنتجع، والذي تحولت وديانه وسواقيه الجارية، إلى وديان جافة بدون حتى قطرة ماء.
وتتحدث المصادر المحلية على أن تداعيات الجفاف فعلت فعلتها في هذا المنتجع الذي كان يصنع أمجاد المنطقة كلها. لكن الوضع الحالي ليست فقط صنيعة جفاف مرتبط بتغيرات مناخية يواجهها المغرب، إلى جانب عدد من البلدان في المنطقة. فهناك أساسا الاستغلال البشع للفرشة المائية الجوفية من قبل ملاك الضيعات الفلاحية الذين استثمروا حديثا في القطاع الفلاحي، ومكنتهم برامج المخطط الأخضر ودعمه السخي من الاستفادة من كل الإمكانيات لتحقيق الأرباح الطائلة. ولم تمنعهم هذه الاستفادة، من البحث عن المياه الوفرة في جوف الأرض، دون الحصول على التراخيص الضرورية، وباستغلال عشوائي ومنهك للثروة المائية.
وأدى هذا الوضع إلى إلحاق الأضرار الكبيرة بجل العيون في المنطقة، ومعها عيون وضايات إيفران التي تحولت إلى ضايات وعيون جافة، في محيط غابوي يواجه بدوره مشاكل هذا الوضع، وينفر مظهره رواد السياح الداخلية الذين كانوا يفدون بالآلاف. والمتضرر أيضا وبشكل مهم من هذه التحولات التي تتم في غياب أي تدابير رقابة، وحزم في معاقبة المخالفين من الملاك الكبار وأصحاب الشكارة الذين اقتحموا المجال الفلاحي، هم بسطاء هذه المنتجعات الذين يزاولون مهنا هامشية تمكنهم من الحفاظ على الحد الأدنى من الكرامة.
في محيط عين السلطان، لا شيء سوى الأزبال المنتشرة التي ساهم بلوكاج المجلس الجماعي، الذي يترأسه الحركي مصطفى لخصم، في صنعه.
أينما ويلت وجهك وسط الأشجار، لن تجد سوى الذبول والأزبال، وأناس يزرون وهم لا يخفون تذمرهم مما آل إليه الوضع في هذه المنطقة، وسط إهمال واضح للمسؤولين الإداريين والمنتخبين، وعلى رأسهم رئيس الجماعة، مصطفى لخصم والذي فضل، في الأيام الأخيرة، أن يمضي عطلته في منتجعات سياحية معروفة في فرنسا، وهو ينشر صور السيجار الكوبي، وبجانبه ما لذ وطاب من العصائر والمشروبات والمأكولات، في استفزاز لمشاعر فئات واسعة من أبناء المنطقة الذين يبكون حال المنتجع.
وفي الجهة الأخرى، أسوار تحيط بشركة المياه عين السلطان، والتي لا زالت قنيناتها تتدفق على أصحاب المحلات التجارية الكبرى والصغرى في جل مناطق المغرب، وبشكل كبير، وبأسعار مرتفعة، دون أن تحدد علاقة استغلالها للمياه الجوفية لهذا المنتجع بما أصابه من نضوب، ودون أن يسبق لأي من المجالس المنتخبة، بما فيها رئيس المجلس الحالي، مسائلة الشركة حول مدى مساهمات هذا الفاعل الاقتصادي، في تنمية المنطقة والتي تواجه الإهمال، والدليل أن المنتجع نفسه يفتقد لأدنى التجهيزات، ويواجه انتشار الأزبال، تورد الفعاليات المحلية.