ضد ارتفاع الأسعار و”طغيان” حكومة “المال والأعمال”.. وقفات احتجاجية بمدن جهة فاس مكناس

صدحت حناجر العشرات من المحتجين في وسط مدينة مكناس، بشعارات ضد ارتفاع الأسعار وضد القمع في إطار التفاعل مع نداء الجبهة الاجتماعية والتي دعت إلى تنظيم وقفات في مختلف مدن المغرب ضد موجة الغلاء غير المسبوقة في المغرب.
وشاركت العاملات المطرودات بشكل جماعي من معمل سيكوماك بشكل بارز في هذه التظاهرة الليلية التي استنفرت السلطات المحلية، وشهدت حضور عدد من الفعاليات النقابية والحزبية والجمعوية والحقوقية ذات النفس اليساري. ورفع المحتجون يافطات تشير إلى الوضع البئيس الذي تعيشه العاصمة الإسماعيلية، ومنه ضعف الخدمات، وضعف الإنارة. ودعت إلى إنقاذ المدينة التي كانت “جوهرة” قبل أن ينقلب الوضع بها ليحل البؤس في كل أرجائها.
وشهدت ساحة فلورنس بوسط مدينة فاس حضور عدد من الفعاليات الحقوقية والنقابية والجمعوية بالمدينة للاحتجاج ضد الغلاء، ورفع المحتجون شعارات مناوئة لسياسة “التفقير” التي تكرست بسبب سياسات ترسخ الفوراق الاجتماعية وتؤبد هشاشة فئات واسعة من المجتمع، ولا تخدم سوى حفنة من الأثرياء والنافذين. ويقول عدد من المحتجين بأن هذه السياسات تكرست بشكل أكبر وجلي في عهد الحكومة الحالية التي يجمع رئيسها بين السلطة والمال، في إشارة إلى كونه فاعل اقتصادي وازن ورئيس حكومة.
وشملت الاحتجاجات جل المدن بالجهة، حيث جرى تنظيم وقفة بمدينة صفرو، بدعوة من الدمعية المغربية لحقوق الإنسان، شارك فيها مجموعة من المواطنين، ورفعت فيها شعارات تندد بالغلاء غير المسبوق الذي طال جل المواد الاستهلاكية الأساسية. وشملت الاحتجاجات أيضا عددا من المناطق في الجهة، كما هو الشأن بالنسبة لأزرو وأوطاط الحاج وتيسة وقرية ابا امحمد بتاونات وتازة. واستغرب المحتجون في قرية ابا امحمد أن يكون المغرب بلد فلاحة، دون أن يجد المواطن العادي الخضر بأثمنة معقولة. ولمحوا في هذا الشعار إلى فشل المخطط الأخضر الذي أشرف الرئيس الحالي للحكومة عزيز أخنوش، على تنزيله عندما كان وزيرا للفلاحة في الحكومات السابقة. وبرر المحتجون هذه الخرجة إلى الشارع بـ”طغيان الحكومة”.
وكانت الجبهة الاجتماعية، وتضم عددا من الهيئات النقابية والجمعوية والحزبية والحقوقية، قد دعت إلى التظاهر مساء اليوم السبت في مختلف مدن المغرب، وذلك للتعبير عن السخط تجاه السياسات غير الشعبية للحكومة الحالية، وعدم تفاعلها مع مطالب استعجالية لسن تدابير فورية تمكن من تخفيض الأسعار.
ويقول المنتقدون إن حكومة أخنوش تجاهلت مطالب مواجهة الغلاء، وأكدت في أكثر من مناسبة على أنها ستواصل العمل وقف برنامج أولويات سبق لها أن حددته يركز على الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية، في وقت ارتفعت فيه الأصوات الداعية إلى إعادة ترتيب الألويات بالنظر إلى الأزمة الاجتماعية الحادة التي تواصل زرع الاحتقان في صفوف فئات واسعة من المجتمع المغربي.