صاحب لازمة “النتيجة والتوقيت”.. العزاوي فارس الإعلام الرياضي يترجل عن صهوة الحياة

ترجل امحمد العزاوي، فارس الإعلام الرياضي، أمس عن صهوة الحياة، بعد معاناة طويلة مع المرض غيبه عن محبيه من مستمعي الإذاعة الوطنية طالما استمتعوا بطريقته الفريدة في التعليق والربط بين المراسلين أثناء تغطية المباريات الكروية في برنامج “الأحد الرياضي” الذي كان أحد رموزه بعد تقاعد زميله نور الدين كديرة.

غاب امحمد جسدا لا اسما سيظل خالدا في ذاكرة متابعي الإذاعة وقد تألق ضمن طاقم من زملائه من قبيل كديرة وإبراهيم الفلكي وحميد الإبراهيمي وغيرهما، طويلا سيما في فترة كان فيها نقل المباريات الرياضية بشكل مباشر يقتصر عل المذياع الذي كان لعشاق الكرة والرياضة، ارتباط وثيق به. رحيله لن ينسي تاريخه وريادته.

“النتيجة والتوقيت في جميع الملاعب.. الخط لك..” لازمة لن ينساها متابعو الإذاعة في زمن ولى وستظل عالقة في أذهانهم وكل المغاربة المولعين بالرياضة في زمن لم يكن للنقل التلفزي وجود أو على الأقل لم يكن بنفس مستوى ما هو عليه وحيث يتنافس المتنافسون في نقل المباريات في أحسن صورة وبجودة عالية وبالسرعة الفائقة.

حقا لن يسمع جمهور الإذاعة من أمس وقبلها منذ تقاعده، لازمة “النتيجة والتوقيت” التي ألفها وألفت آذانه سماعها في الصغر والشباب والكبر، لكن اسم العزاوي سيبقى في الأذهان والقلوب العاشقة إلى الأبد. واجب الاعتراف بالجميل وريادته، يفرض على الجميع ذلك والوقوف وقفة إجلال لإعلامي رياضي من الجيل الذهبي.

المرض غيبه ليلة أمس عن سن يناهز 69 سنة بعد وفاته بمستشفى الشيخ زايد. لم ترزأ فيه زوجته الإعلامية فاطمة التواتي وابنتهما ابتسام العزاوي لوحدهما، كل الجمهور الرياضي فقده سيما ممن عاصروه وجايلوا فترة برنامج “الأحد الرياضي” المتخصص حينها في أخبار الرياضة والبطولة التي نقلت مبارياته مباشرة عبر الأثير.

صوت امحمد العزاوي ابن مدينة فاس التي ازداد فيها في سنة 1954، خالد ومساره أخلد وأرقى وقد كان دوما مجدا وصادقا في مهنته سخيا فيها مع زملائه، حريصا منذ وطأت قدماه دار البريهي، على الحفاظ على علاقته الخاصة بالمستمعين الذين كان يتلقى ملاحظاتهم منهم بشكل مباشر وتفاعلي وحتى في الشارع.

مهنيته وحبه للمهنة وإبداعه فيها وثقافته العالية وجودة صوته وفصاحته، وما راكمه من خبرة وتألق، جعل منه أحد أهم الإعلاميين المغاربة الذين اقترن صوتهم النافذ بالإذاعة الوطنية التي تحمل قبل تقاعده، مهمة رئاسة مصلحتها الرياضية قبل تعيينه رئيسا للقسم الرياضي بها، ثم مكلفا بمديرية الإنتاج والبرمجة بالشركة الوطنية.

امحمد العزاوي لم يدخل الصحافة والإعلام “بسباطه” ولا حافيا، فهو خريج المعهد العالي للصحافة، انطلق مساره المهنية من إذاعة فاس الجهوية حيث نشط عدة برامج وتخصص في المجال الرياضي قبل المرحوم أحمد الأزمي المتألق في هذه المحطة، بل اشتهر بالنقل المباشر لمقابلات المغرب الفاسي من ملعب الحسن الثاني.

لما التحق العزاوي بالإذاعة الوطنية، كان حينها الراحل نور الدين كديرة، يترأس القسم الرياضي، إذ آمن بقدراته ومنحه كل الفرص للتألق قبل أن يتولى مسؤوليات أكبر، استحق عليها كل التقدير ليس فقط من رؤسائه، بل حتى جمهوره طالما رفع له القبعة خلال ربطه بين المراسلين في برنامج “الأحد الرياضي” أو أثناء نقله مباريات.