ساعات من الانتظار واتهامات بـ”الخيانة” و”الفساد”.. كواليس الجلسة التي قادت بنعبد الله إلى رئاسة غرفة التجارة بالجهة
أغلقت العملية الانتخابية التي جرت اليوم في المقر الرئيسي لغرفة التجارة والصناعة والخدمات بفاس، قوس النزال المحتدم حول الرئاسة وعضوية المكتب، إلى حين، لكن وسط تأخر استمر لأكثر من 3 ساعات، واتهامات بـ”الخيانة” و”الفساد” وصراع “طاحن” بين الإخوة “الأعداء” حول العضوية في المكتب.
فقد تأخر افتتاح الجلسة العامة لأزيد من ساعتين، بسبب بقاء أعضاء الغرفة عن حزب الاستقلال خارج المقر، واستغل هذا الوضع أحد الأعضاء في الخروج عن السيطرة، حيث ظل هذا العضو الذي يمثل فاس العتيقة، يفرق في اتهامات تتعلق بـ”الخيانة” و”الفساد” ويضرب الكراسي، رافضا كل محاولات التهدئة من طرف قادة حزب “الأحرار”، قبل أن تتم “سحبه” للنقاش إلى أحد أبواب الغرفة.
العملية الانتخابية التي واكبتها جريدة “الديار” حضرها القادة الجهويين لحزب “الأحرار” وحزب “البام”، بينما سجل غياب قادة حزب “الاستقلال”، وهي الأحزاب التي وقعت إعلان التحالف الثلاثي الذي زكى ترشيح حمزة بنعبد الله لمنصب الرئيس.
وشهدت العملية في البداية تقديم كل من بعبد الله وزكريا الصالحي وسمير بوواشري لترشيحاتهم في هذا السباق، لكن المرشح الثالث قرر التنازل. وأسفرت عملية الانتخاب على فوز بنعبد الله بـ104 صوتا من أصوات الأعضاء، مقابل 3 أصوات فقط لمنافسه الصالحي.
وقام جواد المرحوم بملأ استمارة انتخاب الرئيس أمام أنظار الأمين الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة، بعد أن تراجع عن ترشحه، بدعوى التزامه بقرارات الحزب.
وبعد انتخاب الرئيس، طلب مهلة قال إنها لن تتجاوز 20 دقيقة للتشاور مع الفرقاء من أجل تشكيل المكتب. لكن هذه المدة تحولت إلى ما يقرب من 3 ساعات من الانتظار بسبب خلاف تفجر بين أعضاء حزب الاستقلال حول توزيع منصب نائب الرئيس ونائب أمين المال بين كل من هشام السلماني من مكناس وأمين محمد عمورمن فاس، المدينتين اللتين تتصارعان دوما حول مراكز القرار في سياق “الثنائية القطبية” بالجهة.
وتنازل عمور في النهاية ليتم إغلاق قوس حزب الاستقلال، ليتفجر من جديد ملف احتجاجات أعضاء حزب الاتحاد الاشتراكي، حيث تمت مرافقتهم بدورهم إلى قاعة الاجتماعات في الطابق الأول، ودامت المفاوضات ما يقرب من نصف ساعة.
وفي قاعة العملية الانتخابية، اندلعت احتجاجات لها علاقة بـ”الانتظار”، حيث تدخل الأعضاء لمطالبة كل من الرئيس الجديد والسلطات المحلية بوضع حد لهذا التأخر، والمرور مباشرة إلى تشكيل المكتب، ووجهت في هذا الإطار انتقادات للرئيس الجديد بسبب “رضوخه” المبالغ فيه. وقال المحتجون إن العجز في تقديم اللائحة ينذر ببداية غير موفقة لولاية بنعبد الله متسائلين عن كيفية تسييره للغرفة.
الاحتجاجات و”الصراخ” دفع أحد الأعضاء البارزين في الغرفة للتعليق بحسرة، لجريدة “الديار”، قائلا: “ما يحدث في هذه الأثناء داخل قاعة الغرفة، يشكل استمرارية لما يجري ويدور في جميع المجالس المنتخبة تقريبا، بسبب ما أفرزته الامتخابات الأخيرة”، مضيفا، في نفس الوقت أنه يفترض أن لا تقع مثل هذه الأحداث في هيئة تضم نخبة المجتمع من رجال المال والأعمال.
وأسفرت تشكيلة المكتب عن انتخاب كل من هشام السلماني عن حزب الاستقلال وعبد العالي شينون عن حزب “البام” ومحمد الأعرج عن حزب “الأحرار”، ومهدي العراقي الحسني لامنتميا، وسفيان الإدريسي، عن “الأحرار” وأمين محمد عمور عن “الاستقلال” ونوفل المرس عن حزب “الإتحاد الاشتراكي” وزكريا بنوناس عن حزب “البام”. وظهر أن حزب الاستقلال كان هو أكبر الخاسرين في هذا النزال الذي غاب عنه مسؤوليه في الجهة.