المنسق الجهوي للأحرار يقدم وصفته لـ”ما بعد كورونا” ويقول لمسيري فاس ومكناس: “باراكا”!

“قبل الحديث عن حقيقة “تغيبب” السياسيين من عدمها، في تدبير “جائحة” كورونا بالمغرب، لا بد من الرجوع إلى بداية الأزمة للإشادة بالتدابير التي اتخذتها المملكة بقيادة صاحب الجلالة، نصره الله، ولتهنئة المغاربة على الإجماع الوطني وروح التضامن خلال فترة الأزمة”.

هكذا استهل محمد شوكي، المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة فاس مكناس، حديثه إلى “الديار” حول جدل “تغييب” السياسيين في تدبير أزمة كورونا، قبل أن ينفي هذا المعطى ويؤكد أن الأمر، من وجهة نظره، غير صحيح.

وتابع شوكي، في تصريحه للجريدة، أن المسؤولين من حزب التجمع الوطني للأحرار استمروا في عملهم، مستشهدا بالمجهود الكبير الذي قام به وزراء حزبه في الخط الأمامي لمواجهة تداعيات “الجائحة”، وكذلك بعمل الفريق البرلماني للحزب، على مستوى التشريع.

واضاف محدثنا:  “حتى على المستوى الحزبي، تابعنا أنشطتنا المتعلقة بـ100 يوم 100 مدينة، عن بعد، لنبقى بالقرب من انشغالات المواطن وفي تواصل دائم معه،  خصوصا في هذه الظرفية المقلقة”.

وقال المنسق الجهوي لـ”الأحرار” إن جزء من السياسيين اختار “الغياب” عن طواعية، مشيرا إلى “اختفاء” منتخبي ومسيري المدن الكبرى، خصوصا بجهة فاس مكناس، بشكل غير مفهوم، مُتخلين عن أدوارهم، في الوقت الذي كانت فيه السلطة في مواجهة مباشرة مع المواطنين.

واسترسل محدثنا، في تعقيبه على موضوع “التغييب”، أن رئاسة الحكومة ساهمت، بشكل كبير، في “إشاعة” هذا الجدل وترسيخه لدى الرأي العام بسبب ارتباكها خلال “الأزمة” سواء من حيث التدبير أو من حيث التواصل، قبل أن يضع مقارنة بين العثماني والوزير الأول الفرنسي، الذي كشف لمواطني بلده كل المعطيات الخاصة بكورونا، وأعلن عن جميع التدابير المتعلقة برفع الحجر الصحي منذ الأسابيع الأولى لظهور الوباء، يضيف مسؤول حزب “الحمامة”.

وبخصوص دور مؤسسة الجهة في تدبير “زمن” كورونا، اعتبر شوكي أن الهيئة قامت بدور لا بأس به في حدود اختصاصاتها، وأن مبادراتها بتقديم الدعم شملت العالم القروي الذي يطغى بشكل كبير على الجهة.

وعن تأثير كورونا وجدل “تغييب” السياسيين على انتخابات 2021 بالمغرب، أوضح المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار أن كورونا كشفت عن نوعين من السياسيين، فئة أولى موضوعية وبرغماتية، كانت حاضرة بقوة ووقفت بجانب الوطن والمواطنين رغم ظروف “الجائحة”.

“وفئة ثانية، يضيف شوكي، كل همها الركوب على الأحداث لتسجيل بعض الامتيازات الانتخابية على حساب معاناة ومآسي المواطنين”، مستطردا أن المغاربة واعون بهذا الأمر وأصبحوا يفرقون بين من يشتغل وبين من يبيع الوهم.

وفي جواب عن سؤال “ما بعد كورونا”، شدد محمد شوكي على أن العالم سيعرف أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة، ربما لم يشهدها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، يقول محدثنا.

وذكر منسق “الأحرار” أن هذه الأزمة سيكون لها تأثير مباشر على المغرب، “لهذا على الحكومة، يقول شوكي، أن تلعب دور المحرك الاقتصادي عبر تشجيع الاستثمار ودعم المقاولات الصغرى والمتوسطة وتكريس العدالة الاجتماعية، بالإضافة إلى دعم القطاعات الحيوية من صحة وتعليم وتشغيل وتنظيم القطاع غير المهيكل الذي يقتات منه آلاف المغاربة”.

وأردف المسؤول الحزبي، بخصوص جهة فاس مكناس، أن على الدولة المساهمة في تحريك عجلة اقتصاد المنطقة عبر منح القطاعات التاريخية والكلاسيكية، الزراعة والسياحة والصناعة التقليدية، دعما واهتماما كبيرين، إضافة إلى تشجيع الاستثمار في القطاعات الواعدة والخدمات.

وفي ختام تصريحه لجريدة “الديار”، وجه محمد شوكي، المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار، رسالة قوية إلى من وصفه بـ”اللاعب السياسي” الذي يُسير كبرى حواضر الجهة، فاس ومكناس، يقول فيها: “”باراكا” من الشعبوية!، و”باراكا” من التنصل من المسؤولية!”.