مديرية التعليم تتحاشى الرد على نقابة و”تهدد” الجريدة حول “انهيار” مؤسسة بصفرو.. “طاحت الصمعة علقوا الديار”!
عوض أن ترد المديرية الإقليمية للتعليم بصفرو على نقابة الجامعة الوطنية للتعليم التابعة لنقابة الاتحاد المغربي للشغل في قضية احتجاجات مرتبطة بملف مؤسسة تعليمية مهددة بالانهيار في المدينة، قررت أن ترد على جريدة “الديار” التي نقلت ما تطرقت له النقابة في بيان لها.
وفي بيان النقابة إشارة إلى أن بناية الثانوية الإعدادية عائشة أم المؤمنين مهددة بالانهيار بسبب تشققات وتصدعات، وبأن الأساتذة قرروا أن ينظموا احتجاجات مسائية وصباحية لإثارة الانتباه إلى الموضوع، وطالبت النقابة بتدخل عامل الإقليم ومدير الأكاديمية ومدير النيابة بالإقليم، مشيرة إلى أن الملف سبق أن أثير في مناسبات سابقة، لكن دون جدوى.
واختارت مصلحة الشؤون القانونية والتواصل والشراكة، بمديرية التعليم، سياسة “التغليط” في الرد، متجاهلة الجهة المعنية بالدرجة الأولى بإثارة الانتباه إلى الملف في بيان منشور للعموم، وفضلت أن “تهاجم” جريدة “الديار”، وكأن الأمر يتعلق بمعطيات حصرية تتحمل فيها الجريدة المسؤولية الأولى والأخيرة.
وبهذا الاختيار، قدمت المصلحة المذكورة الجريدة على أنها “الحائط القصير”، حسب متتبعين، وقفزت على شرعية نقابة طرحت الملف، وقالت إن الأمر يتعلق بتهديد جدي ينذر بكارثة قد تلحق بالأساتذة والتلاميذ على حد سواء، ودعت إلى قرار استعجالي لإغلاق المؤسسة.
وأوردت المديرية، في “بيانها للحقيقة”، الذي وصفه المتتبعون، بـ”المهزلة”، بأن الأمر يتعلق بجزء من جناح تابع للثانوية الإعدادية عائشة أم المؤمنين، مضيفة بأن المديرية وبعد معاينة بعض التشققات في إحدى الحجرات بالمؤسسة، قامت بإنجاز صفقة خاصة بالخبرة التقنية برسم سنة 2021، وتأكد من خلال هذه الخبرة أن التشققات لا تشكل خطرا على وضعية البناية ولا تدعو للقلق، “كما زعم صاحب المقال”، رغم أن صاحب المقال “لم يزعم”، وإنما نقابة تعتبر من المركزيات النقابية في المغرب وتعتبر شريكا بارزا لوزارة التعليم هي التي “زعمت” (الصورة)، وهي التي تحدثت عن اتساع دائرة التشققات في فبراير سنة 2023، أي بعد مرور ما يقرب من سنتين على الخبرة التي أنجزتها مديرية التعليم .
المديرية الإقليمية للتعليم أوضحت، في السياق ذاته، أنها قامت بإنجاز الدراسات الجيوتقنية المتعلقة بتدعيم البناية برسم السنة المالية 2021، وعلى ضوء الخبرتين أنجزت صفقة خاصة بأشغال تدعيم البناية برسم السنة المالية 2022.
وفي محاولة لتبرير تأخر تنفيذ الأشغال، ذهبت المديرية إلى أن السبب يعود إلى اضطراب الأحوال الجوية في الفترة الأخيرة، قبل أن تشير إلى أن مدير التعليم بالإقليم قام بزيارات متعددة لهذه المؤسسة وعقد لقاءات تواصلية حول الموضوع.
لماذا “تحاشت” مصلحة الشؤون القانونية والتواصل والشراكة بمديرية التعليم بصفرو الإشارة إلى النقابة مباشرة أو تلميحا؟ لماذا اختارت التهديد باللجوء إلى القضاء ضد جريدة “الديار”، فقط لأنها نشرت بشكل مهني بيان نقابة للتعليم؟ أسئلة وأخرى تبقى معلقة بدون جواب، رغم أن العادي والمفروض أن تواجه فيه المديرية النقابة بالرد، لا أن تقدم الجريدة “حائطا قصيرا” لتجاوز انعكاسات ملف حارق، مع ما يمكن أن يرتبط به من ارتجالية في السياسة التواصلية مع الأطر التعليمية ومع النقابات والتي يقدمها الخطاب الرسمي للقطاع شريكا أساسيا في معالجة الملفات المطروحة.