“البيجيدي” ينعت البقالي بـ”الفاقد للشرعية” والأغلبية تشهر صور بنكيران والعثماني.. فوضى وإغماء في دورة “توأمة” فاس مع مدينة إسرائيلية (صور)

الجلسة الثانية من دورة المجلس الجماعي لفاس العادية لشهر فبراير، والتي انعقدت اليوم الخميس، في قاعة الندوات بمقر الجماعة، كانت صاخبة بسبب تداعيات النقاش الحاد الذي تفجر بين الأغلبية وبين أعضاء فريق حزب العدالة والتنمية المعارض، حول اتفاقية التوأمة مع بلدية “كفر سابا” الإسرائيلية.

فقد سقطت مستشارة عن فريق “المصباح” مغميا عليها في غمرة تبادل الملاسنات، بينما كانت الفرصة مواتية لبعض مستشاري الأغلبية للتهكم والسخرية في الوقت الذي سارع البعض لمد يد المساعدة لها.

حكيمة الحطري، نائبة العمدة، وجدت الوضع الـ”الإنساني” لمستشارة “البيجيدي” مناسبا، ربما، لإلقاء “القفشات”، حيث دعتها إلى “الاهتمام بصحتها”، وهي تردد بطريقة ساخرة “ألالا ألالا ردي لبال لصحتك.. ردي البال لصحتك”، وهي تبتسم في وجه كاتب المجلس، زميلها في الأغلبية.

واحتج أعضاء فريق “المصباح” على ما أسموه بـ”هرولة” العمدة البقالي لتوقيع اتفاقية توأمة مع بلدية “كفر سابا” الإسرائيلية، رغم أن الأمر يتعلق ببلدية ذات مساحة محدودة لا تتجاوز 14 كيلومترا، وسكانها قليلون جدا، وقالوا إنها لا علاقة لها بتاريخ وعراقة مدينة من حجم فاس، وأكدوا أن العاصمة العلمية، وحتى بمنطق الاستفادة، لن تربح أي شيء من وراء هذه الاتفاقية.

وأشارت المعارضة إلى تراجع مسؤولي مدينة برشلونة الإسبانية عن “توأمة” مدينتهم مع تل أبيب، في الوقت الذي احتفظوا فيه باتفاقيتهم مع مدينة القدس، مذكرين العمدة بالاتفاقية التي تربط مدينتي فاس والقدس.

وذكر العمدة البقالي وهو يقدم دفوعاته بأن الاتفاقية جاءت بطلب من الإسرائيليين، وبأن الطلب تم تحويله إلى جماعة فاس من قبل مصالح وزارة الداخلية، وفقا للإجراءات القانونية المعتمدة.

وأكد البقالي أن بلدية “كفر سابا” بها مستشارين من أصل مغربي ينحدرون من مدينة صفرو، مبرزا أن زوجة رئيس البلدية مغربية، والمدينة يقطنها مغاربة.

لكن الرئيس لم ينه مرافعته دفاعا عن مشروع الاتفاقية، بسبب دخوله في مشاحنات مع مستشاري “المصباح”، وتدخل الاتحادي ياسر جوهر، رئيس مجلس مقاطعة فاس العتيقة، مدافعا عن مشروع “التوأمة”، لتحتد المشاحنات ويتم اتهام هذا الأخير بالدفاع عن مصالحه الشخصية المتمثلة في “رياضاته”، وفق تعبير مستشارة من “البيجيدي”، قبل أن يتدخل يوسف الخولاني نائب كاتب المجلس، ليشهر صورة عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة الأسبق، والأمين العام الحالي لحزب العدالة والتنمية، وهو يفتتح المعبد اليهودي بفاس بعد ترميمه، وسط تصفيقات لأعضاء الأغلبية.

وفي خضم هذه الفوضى، أشار بعض المستشارين إلى أن اتفاقية التطبيع مع إسرائيل وقعها رئيس الحكومة السابق، والأمين العام السابق لحزب “المصباح”، سعد الدين العثماني، بينما قابل أعضاء فريق “البيجيدي” هذه الردود بالرفض، لتبلغ حدة الانتقادات ذروتها بوصف مستشاري “المصباح” للعمدة البقالي بـ”الرئيس الفاقد للشرعية”.

وصوت، وسط الفوضى، 36 مستشارا على على تمرير اتفاقية التعاون التي ستجمع جماعة فاس وبلدية “كفر سابا” الإسرائيلية.