المعارضة تحتج وتندد بالتطبيع والعمدة يقول: “فخور بوجودي في إسرائيل وأشعر كأني في بيتي”.. البقالي واللبار في إسرائيل (صور)

زيارة مثيرة لم يعلن عنها عمدة فاس ولا المجلس الجماعي، ولم يصدر بعد بشأنها أي بلاغ، لكن بلدية “كفار سابا” في إسرائيل وصفتها بالتاريخية، ونشرت صورا تخص العمدة التجمعي، عبد السلام البقالي، وبجانبه نائبه عزيز اللبار، البرلماني عن حزب “الجرار” ورئيس المجلس الجهوي للسياحة، وهما يشرفان على توقيع اتفاقية تعاون وشراكة مع عمدة المدينة سابا رافي ساعر.

وفي التفاصيل، وصل وفد جماعة فاس، في مبادرة غير مسبوقة في تاريخ المجلس الجماعي للمدينة، في زيارة لإسرائيل، إلى “كفار سابا” والتي توصف من قبل الإسرائيليين على أنها “أرض الأجداد” وكانت في السابق مستوطنة صهيونية. ووقع في نفس اليوم اتفاقية قدمت من قبل بلدية هذه المدينة على أنها ترمي إلى “التخطيط للعلاقات” و”التعاون بين المدينتين”.

والأمر بالنسبة لبلدية “كافر سابا” يتعلق بزيارة مهمة، بهدف تعزيز العلاقات والتعاون بين المدينتين. ونقلت الصفحة الرسمية للبلدية على موقع “فايسبوك” تصريحات عن العمدة البقالي قال فيها إنه “فخور” جدا لوجوده في إسرائيل وسعيد بلقائه أطفال المعهد الموسيقي، الذين قدموا مقاطع موسيقية بمناسبة الزيارة. وذكر بأنه منذ اللحظة الأولى التي قابل فيها رئيس البلدية في شرم الشيخ بمصر شعر وكأنه يعرف أخا. وذكر بأنه هذه المرة الأولى التي يزور فيها إسرائيل، لكنه زاد قائلا إنه يشعر وكأنه في بيته. “وستكون هذه الزيارة أساس المستقبل والأجيال القادمة للمدينتين “، يورد العمدة البقالي حسب ما نقلته البلدية الإسرائيلية.

وفي تعليقه على هذه الزيارة، قال حميد شباط عن فريق المواطنة المعارض بجماعة فاس، في اتصال لـ”الديار” به، إنه لا علم له بهذه الزيارة، مشيرا إلى أنه “ما فراسوش هادشي”، وبأنه لا يمكنه أن يعطي تصريحا على شيء لا يعرف عنه أي شيء، وهل هو صحيح أو مجرد خبر كاذب قبل أن يشدد على أن توقيع اتفاقية يجب أن تتم المصادقة عليه في دورة للمجلس الجماعي.

أما محمد خيي، رئيس فريق العدالة والتنمية بجماعة فاس، فقد استنكر بشدة، في تصريحات لـ”الديار”، كفريق العدالة والتنمية ما أسماه بـ”هرولة رئيس مجلس جماعة فاس إلى التطبيع غير المبرر والمرفوض من طرف الشارع الفاسي مع الكيان الصهيوني الغاصب للأراضي الفلسطينية”.

كما شجب إقدام العمدة على توقيع اتفاقية مع رئيس بلدية إسرائيلية، مؤكدا أن هذا السلوك لن تكون له أية نتيجة على مدينة فاس، فبطبيعة الحال، يقول، فاس العاصمة العلمية والروحية للمملكة لها جذور تاريخية قوية، وبالتالي ساكنتها لا يمكنها أن تقبل مثل هذه الخطوات غير المحسوبة، وفقه، من طرف رئيس المجلس الجماعي،. وشدد خيي بأن هذا السلوك “يلزمه وحده والساكنة ترفضه وكل مكونات المجتمع ترفض هرولة الرئيس إلى التطبيع”، على حد تعبيره.