طالبت العمدة بالالتزام بالتحكيم في ملف “سيتي باص” و”فاس باركينك” تعود من جديد.. الداخلية “تصفع” جماعة فاس وأوفريد: “ما يهمنا هو توفير حافلات تليق بفاس”

تطورات مثيرة يعرفها الصراع الدائر بين جماعة فاس وشركة “سيتي باص”، المفوض لها تدبير النقل الحضري بالمدينة.

وفي التفاصيل، علمت جريدة “الديار” من مصادر جد مطلعة أن لقاء، عقد أمس الاثنين بمقر ولاية جهة فاس مكناس، مباشرة بعد نهاية حفل اختتام المعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، (اللقاء) جمع سعيد ازنيبر، والي جهة فاس مكناس، وعبد السلام البقالي، رئيس المجلس الجماعي لفاس، ولجنة من وزارة الداخلية، بحضور رئيس مقاطعة أكدال وأحد نواب الرئيس عن حزب الاستقلال.

وأضافت المصادر أن الاجتماع، الذي دام لأزيد من ساعتين، تمت خلاله مناقشة ملفي التدبير المفوض للنقل الحضري (سيتي باص) وتدبير مواقف السيارات (فاس باركينك).

“في ملف النقل الحضري، تقول مصادرنا، تم التأكيد على ضرورة الالتزام بمخرجات مسطرة التحكيم التي أشرفت عليها الداخلية، والتي تم التوقيع على محضر مخرجاتها بتاريخ 26 شتنبر الماضي”، قبل أن تشدد على أن الداخلية ترفض بشكل قاطع قرار الجماعة، الذي تمخض عن اجتماع طارئ للمكتب المسير، بـ”فسخ” العقد مع “سيتي باص”.

وكان عمدة فاس قد وقع، بعد مفاوضات ماراطونية، على محضر التحكيم، ووالي جهة فاس مكناس والوالي المدير العام للجماعات المحلية وسيتي باص، حيث تم الاتفاق على إعداد “ملحق” (Avenant) تلتزم من خلاله الشركة على جلب 50 حافلة مستعملة، وفي حالة جيدة، في مدة لا تتجاوز الشهرين، واقتناء 227 حافلة جديدة، من الجيل الجديد، في ظرف 10 أشهر، مع تخصيص خطوط مباشرة للطلبة، بالإضافة إلى امتيازات أخرى.

مصادر جريدة “الديار” اكدت على اجتماع أمس خلص إلى ضرورة التسريع في إعداد الاتفاقية، التي تأخر إعدادها من طرف الجماعة منذ شهر تقريبا وعقد دورة استثنائية لتمرير مقررها، في أفق إيجاد صيغة لتوفير 21 مليار سنتيم، قيمة استثمار الداخلية في هذه التسوية، تضاف إلى نفس القيمة التي التزمت الشركة باستثمارها.

“أما فيما يتعلق بـ”فاس باركينك”، فقد دعت لجنة الداخلية إلى تفعيلها تدريجيا، حيث تم اقتراح انطلاق عمل الشركة من الملعب الكبير لفاس وطريق صفرو، مع إعداد “موقف” بمواصفات جيدة، قبل التوسع في باقي مناطق المدينة تدريجيا”، تضيف المصادر نفسها، موضحة أن أسعار الوقوف حددت في درهمين للساعة، و160 درهما بالنسبة للاشتراك الشهري.

أسامة أوفريد، في تعليق على التطورات الأخيرة التي يعرفها ملف النقل الحضري، قال” “لا يهمنا زيد أو عمر، كل ما يهم ساكنة فاس هو توفير حافلات جديدة تليق بتاريخ مدينة فاس وتحفظ كرامة سكانها”.

وأضاف الناشط السياسي والحقوقي، في تصريح لجريدة “الديار”، أنه على الجماعة، في إطار احترام المؤسسات، أن تلتزم بالقرارات التي سبق الاتفاق حولها، قبل أن يستطرد قائلا: “حتى إذا قرر العمدة، ومكتبه، التراجع عن هذه المسطرة وطرد الشركة، فهو مطالب بالخروج إلى الرأي العام وتوضيح جميع ملابسات هذا القرار بعيدا عن المزايدات”.

أوفريد رفض، في السياق ذاته، محاولات الركوب على احتجاجات الساكنة والطلبة وحملة “بغينا طوبيسات فاس”، التي انخرط فيها بعض أعضاء المجلس الجماعي، ليعيد التأكيد مرة أخرى على ضرورة العمل، كل من موقعه على تجويد خدمة النقل الحضري بالعاصمة العلمية.