بعد تصاعد الانتقادات.. مجلس الجهة يعلن عن جائزة أحسن “مُطبل” لمعرض الاقتصاد الاجتماعي والتضامني

مبادرة مثيرة للانتقادات تخص إعلان مجلس جهة فاس مكناس عن جائزة أحسن تغطية إعلامية خاصة بفعاليات المعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني في دورته الثالثة.

الفعاليات الإعلامية التي تواصلت مع جريدة “الديار” بخصوص هذا الموضوع تساءلت عما إذا لم تكن هذه المبادرة تندرج في إطار هدر المال العام وتكريس ممارسات إعلامية لا تنتج سوى “التطبال”، في إشارة إلى أن المادة المرشحة للفوز لن تكون سوى مادة تمجد المعرض الذي تشير عدد من المتابعات إلى أنه لم ينجح في تحقيق الأهداف المتوخاة، في جهة يعاني اقتصادها التضامني والاجتماعي من هشاشة كبيرة بسبب غياب مبادرات عملية للنهوض بمختلف مكوناتها، واكتفاء المؤسسات المعنية بـ”تلميع الواجهة”، وصرف المال في المهرجانات والمعارض التي لا تقدم ولا تؤخر.

وتحدثت الفعاليات الإعلامية على أن المجلس في حال وجود رغبة جادة لدعم الإعلام الجاد، حسب تعبير الإعلان، مطالب بأن يعد برنامجا شاملا لدعم الصحف الجهوية الجادة، وفق دفتر تحملات واضح، مع التزامات صريحة بعدم التدخل في السياسات التحريرية، وذلك بغرض المساهمة في بناء إعلام جهوي قوي من شأنه أن يساهم في التنمية الجهوية من خلال الأداء الفعال لوظائفه بطريقة مهنية، وليس البحث عن تغطيات إعلامية “تطبل” و”تمجد”، وليس بصرف المال لوكالة المغرب العربي للأنباء، بناء على اتفاقية مثيرة للجدل، بمبرر تغطية أنشطة مجلس الجهة والترويج لها وضمان نشرها في وسائل إعلام أخرى “تبيع” لها الوكالة منتوجاتها، مع أنها وكالة عمومية تحظى أصلا بالدعم العمومي.

وأشار مجلس الجهة إلى أن الجائزة تعتبر بمثابة “دعم” لـ”الإعلام الجاد” و”تشجيعا للصحافي وصحافيات جهة فاس – مكناس”.
ومن شروط المسابقة أن يكون المشارك أو المشاركة يتوفر على البطاقة المهنية لسنة 2022، و أن يكون المقال منشورا في جريدة وطنية، جهوية أو موقع إلكتروني يتوفر على الملاءمة، و أن يكون المقال نشر خلال أيام المعرض، و ألا يتعدى المقال المكتوب صفحة أو صفحة ونصف، وبالنسبة للتغطية الإلكترونية أو المسموعة ألا يتعدى النشر 5 دقائق. لكن اللافت أن الإعلان أشار إلى أن الأمر يتعلق بـ”أحسن تغطية إعلامية”.

وجاء أيضا في إعلان المجلس بأنه ستشكل لجنة للتحكيم من مجموعة من مسؤولين عن المصالح اللاممركزة للإعلام والتواصل بالجهة ، وإعلاميين مختصين للبث في الطلبات المعروضة خلال هذه المسابقة.

ووجه المعرض الجهوي للاقتصاد الجتماعي والتضامني بانتقادات لاذعة من طرف المتتبعين والعارضين أنفسهم، وهو ما كان موضوع ربورتاج سابق لجريدة “الديار” تحت عنوان: “إقبال ضعيف وعارضون “كيشيشو الذبان”!.. انتقادات لاذعة للمعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي بفاس“.