خالد أفتحي في رسالة مفتوحة إلى المسؤولين: إجعلوا من القانون كالموت يسري على الجميع
السيد عامل عمالة صفرو
السيد وكيل الملك لدى المحكمة الإبتدائية بصفرو
السيد قائد قيادة الواثة
السيد المدير الإقليمي للفلاحة بصفرو
بعد التحية والتقدير الواجبين لسياداتكم .
يعاني فلاحوا دوار زاوية سيدي بنعيسى قيادة الواثة التابع ترابيا للجماعة القروية لعزابة ، منذ سنوات من مشكل نذرة مياه السقي بسبب عوامل عدة منها تواجد عدة آبار على طول مسار المياه الجوفية التي تغدي العين المسماة “راس العين” في غياب تام لأية مراقبة لا لرخص الحفر ولا لرخص جذب الماء ،وأيضا بسبب جشع بعض ملاك الأراضي الكبار والصغار على حد سواء الذين لا يلتزمون /لا يكتفون بحصصهم المتفق عليها عرفا وقانونا ويقومون بالسطو على كميات كبيرة من المياه مستغلين تواجد دوار الزاوية في آخر سلسلة الدواوير والمستفيدين من عين راس العين .
وكما هو في علمكم فإن تدبير كل ما هو مرتبط بالعين أعلاه موكول لجمعية مستغلي المياه المخصصة للأغراض الفلاحية بالواثة والتي تعتبر من أقدم الجمعيات العاملة بالمغرب تضم في عضويتها ممثلي جميع المستفيدين من مياه السقي والتي جددت هياكلها مؤخرا كما هو في علمكم وأودعت طبعا ملفها داخل الآجال المنصوص عليها قانونا لدى مصالح السلطة المحلية المختصة ترابيا .
لا أحتاج لتذكير سيادتكم بحجم المعاناة التي يعانيها الفلاحون جراء قطع المياه عن أراضيهم ،فاغلبهم يعيش/يقتات من الزراعة المعاشية البسيطة في غياب برامج للتنمية المستدامة مقدمة من المجالس المتعاقبة على تسيير الشأن العام لجماعة عزابة وموجهة للسكان بالدوار لضمان استقرارهم بقريتهم ولتفادي هجرتهم نحو المدينة وما يستتبع ذلك من تكريس لأزماتهم.
أنتم أدرى ، السادة المسؤولين بعدد المراسلات الموجهة لكم جميعا ولغيركم من المتدخلين الآخرين (وكالة حوض سبو ،مديرية التجهيز )
والتي كان موضوعها دوما وأبدا أربع نقاط رئيسة لا ضير في إعادة التذكير بها :
– تنقية مجرى الوادي.
– إعادة قياس صبيب المياه.
– إعادة توزيع المياه على المستفيدين كل حسب حصته بناء على الصبيب الحالي .
– إصلاح الأبواب المتواجدة بالحوض المائي .
هذه النقاط شكلت ملفا مطلبيا للسكان عبر الجمعية الناطقة باسمهم منذ مدة طويلة وحررت بشأنها محاضر عديدة لكن للأسف تبقى دون تفعيل وأحيانا تحرر فقط للجم نضالات الساكنة أو لإطفاء غضبهم وإن كان مرحليا فقط .
السادة المسؤولين المحترمين :
في الوقت الذي كان سكان زاوية سيدي بنعيسى ،وأنا واحد منهم وأعيش معاناتهم وأتبنى مطالبهم ونضالاتهم ،ينتظرون تقدم الأشغال التي انطلقت بعد جهد جهيد رغما عن أنف المتواطئين والمشككين وأصحاب المصالح والنفوذ ،إلا أنه وعكس آمالهم فوجؤوا بتخريب فضيع لمنشآت وتجهيزات تم تمويلها من المال العام ونفذت من طرف إدارات حكومية وتحت إشرافها المباشر .
سكان الدوار لا يعيرون اهتماما لتخادل المنتخبين أو قل لتواطئهم المفضوح مع البعض ضدا على حقوق البعض لأن مصير هؤلاء إنتخابيا بأيدي هؤلاء الفلاحين البسطاء الذين حتما سيوظفون آلية عقابية عند الانتخابات المقبلة ،وسبق لهم ان نبهوهم لذلك عندما خاطبوهم : نلتقي بعد خمس سنوات .
ما يحز بأنفسهم هو الصمت المطبق من طرف المسؤولين بمختلف اختصاصاتهم إزاء التخريب الذي طال الأبواب التي تم تركيبها مؤخرا في تحد خطير لكل القوانين والأعراف وكأنا بهذا الفعل المعاقب عليه قانونا أمام قانون الغاب، وتجاهله يعني غياب الدولة بمؤسساتها وأجهزتها بالمنطقة وحلول الفوضى محلها وقضاء الشارع الذي يعني : كل يأخد حقه بيده . و بالتأكيد لا أحد منكم السادة المسؤولين يرضاه أو يقبله /يبيحه.
هو نداء آخر أوجهه باسمي الشخصي باعتباري واحد من المتضررين نطالبكم فقط بتطبيق القانون ولا شيئ غيره ،مارسوا مهامكم بكل تجرد ودافعوا عن دولة الحق والقانون فبناؤها من هنا يبدأ .
لا تطالبوا الساكنة بالتزام بيوتهم وعدم الاحتجاج ،بل وفروا جهودكم في اقناعهم بذلك وابذلوها فقط في تحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة ،وبالمقابل اضربوا بيد من حديد كل من سولت له نفسه خرق القانون ومن يرفض تواجد الجمعية ويهدد بحلها، فالخطر من هنا يأتي لأنه يلغي من يقوم بدور الوساطة بين السكان والدولة عبر ممثليها المحليين
فإقصاء الجمعية يعني المواجهة المباشرة بين الفلاحين والدولة . نطالب فقط بتحمل مسؤولياتكم كل من موقعه واجعلوا من القانون كالموت يسري على الجميع .
وتقبلوا السادة المسؤولين فائق التقدير والاحترام .
تعبر المقالات المنشورة في “منتدى الديار” عن رأي أصحابها، ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر الجريدة