كريم شفيق يكتب: حتى نخلد ذكرى السي عبد الرحمان

غادرنا السي عبد الرحمان – كما يحلو للاتحاديين مناداته- إلى دار الخلد تاركا ورائه تاريخا حافلا بالنضالات و الوقائع والأحداث كان فيها زعيما وطنيا كبيرا، قاوم الاستعمار وقاد الحركة الوطنية لبناء الدولة الحديثة.

عاش سنوات الرصاص مقاوما الردة التي حصلت بعد الخروج من حزب الاستقلال وبناء الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ثم الاتحاد الاشتراكي الذي اختار استراتيجية النضال الديمقراطي حيث انطلقت المشاركة السياسية وكان فيها السي عبد الرحمان بمواقف كبيرة حيث كلما ضاقت يقصد ملجأه بكان الفرنسية ويعود بعد نداء الوطن، كانت آخرها عودته لقيادة أكبر تحول عرفه المغرب في التاريخ الحديث عند انتقال الحكم من المرحوم الحسن الثاني لولي عهده محمد السادس.

ولا يسعنا المجال هنا للحديث عن إنجازات الرجل خلال تحمله مسؤولية الوزارة الأولى حيث حقق ما لم يتحقق من قبل ونتذكر هنا كيف فتح ملف سنوات الجمر والرصاص وساهم في طيه.

السي عبد الرحمان ترك أثرا طيبا كرجل تعليم، ومحامي ونقيب، وكحقوقي بارز ومساند للطبقة الشغلة، ساند الثوار الجزائريين وتحمل مسؤوليات قارية ودولية.

كل هذا الرصيد لا يمكن إلا أن يكون حافزا كبيرا للاتحاديين والاتحاديات للاستمرار في حمل الرسالة، رسالة النضال الديمقراطي.

لكن كيف يمكن الاستمرار في الوضع الراهن؟

الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية – من المهدي بنبركة وعمر بنجلون وعبد الرحيم بوعبيد وغيرهم من الزعماء وقوافل الشهداء الذين وهبوا أرواحهم ودمائهم فداء للوطن، بالتراث الكبير والأثر العظيم الذي تركوه –  قادر اليوم على الاستمرار في حمل الرسالة، وهذه الرسالة لا يمكن استمرارها إلى بما يلي:

– وحدة الاتحاديين والاتحاديات ولم شملهم ونبذ التفرقة لإعادة الوهج للحزب.

– السي عبد الرحمان الذي أنقد المغرب من السكتة القلبية، روحه تطالبنا كاتحاديات واتحاديين لإنقاذ حزبنا من السكتة القلبية وذلك بنبذ الخلافات والحروب على المواقع لإعادة البناء والعودة للموقع الطبيعي مدافعا على القضايا العادلة للشعب المغربي.

– بناء نموذج تنظيمي جديد قادر على مخاطبة الاجيال الجديدة وإقناعهم بالانخراط في العمل الحزبي لترسيخ الفكرة الاتحادية.

– تثمين الإرث الكبير للقيادات الاتحادية وجمعه ليكون نبراسا للأجيال القادمة لمواصلة النضال واستمرار الفكرة.

– تجميع أطياف الحركة الاتحادية وفتح الباب أمامها للعودة للعمل التنظيمي داخل حزبهم بآليات تنظيمية تجعل الجميع يجد ذاته تحت سقف الاتحاد الاشتراكي الكبير.

نم يا السي عبد الرحمان مرتاحا فقد أوصلت الرسالة، وأديت المهمة على أكمل وجه، نلت رضى رفاقك ورفيقاتك، وإنا على نهجك سائرون، ولتراثك حافظون. انا لله وانا اليه راجعون.

تعبر المقالات المنشورة في منتدى الديارعن رأي أصحابها، ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر الجريدة