محمد البوخياري.. ضرير حاز الباكلوريا بأعلى معدل بجهة فاس مكناس

محمد البوخياري تلميذ ضرير من قلب الهامش. كد واجتهد وتجاوز معيقات الذات والمجتمع وتفوق في زمن ما زال فيه تعليم المكفوفين دون مستوى التطلعات خاصة في قرى غارقة في تهميشها. والنتيجة نجاحه في الحصول على الباكلوريا، بأعلى معدل لهذه الفئة بجهة فاس مكناس.

محمد ابن دوار أولاد غزال بجماعة بني وليد بتاونات، حصل على شهادة الباكلوريا تخصص علوم إنسانية، بأعلى معدل بأكاديمية فاس للتربة والتكوين بالنسبة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، بـ16.55، واحتل أيضا المرتبة الثانية وطنيا لهذه الفئة بعد مسار دراسي متعب وشاق.

هذه المرتبة والمعدل والتفوق الذي حققه محمد، فتح أمامه أبواب الجامعة الأورومتوسطية بطريق مكناس، لمتابعة دراسته الجامعية بشكل مجاني بين أبناء المحظوظين الذين يلجون هذه المؤسسة ويؤدون مبالغ مالية باهظة لاستكمال دراستهم في تخصصات مختلفة.

في سنة 2009 بدأت رحلة محمد الذي ازداد بدوار أولاد غزال، بحثا عن التميز  وسبل النجاح، حين أتيحت له فرصة الالتحاق بمؤسسة محمد الخامس لإنقاذ الضرير بطريق صفرو بفاس، الذي لم يكن سهلا، إلا أنه تجاوز كل المشاكل وتفوق بعد مسار دراسي شاق ومتعب.

طيلة 13 سنة وبعدما أتيحت له فرصة الالتحاق بهذه المؤسسة، تابع محمد الضرير، دراسته وكشف عن قدرات استثنائية ورغبة ملحة في التميز والاجتهاد، وعن تفان ومثابرة وعزيمة لا تلين، ليفرح ويفرح معه والده الفلاح البسيط وأمه ربة البيت المثابرة، وكل محيطه العائلي.

“الجميع الآن سعيد وفخور بهذا الشاب الذي تحدى كل الصعاب، ليلمع نجمع في سماء التميز والتفوق الدراسيين”، ف”هنيئا لمحمد الذي شرف دوار أولاد غزال وجماعة ببني وليد وشرف المؤسسة التي احتضنته، وهو ما عبر عنه أساتذته ومربوه في حفل أقيم بالمناسبة على شرفه”.

تلك عبارات صاح بها الجميع، بمن فيهم خاله رجل التعليم عبد الغني المكاوي الذي كتب بعد هذا التميز، “فرحة النجاح، فرحة لا توصف، فهي فرحة جهد وتعب وإنجاز” و”بعد الجد والكفاح، لا بد وأن أهنئ محمد ابن شقيقتي بالنجاح والتفوق وعقبا للتفوق في الحياة العملية والعلمية وإلى المراتب العليا”.