“نلتقي بعد خمس سنوات”.. هذه رسالة المحامي خالد أفتحي إلى “المسؤول”

طفت، مؤخرا، على سطح الأحداث نزاعات متكررة بين سكان زاوية سيدي بنعيسى، التابعة ترابيا لجماعة عزابة، وبعض ساكنة الدواوير المجاورة حول استغلال مياه السقي من العين المتواجدة بالمنطقة.

اللافت للنظر في هذه النزاعات هو الموقف السلبي الذي اتخذته السلطات بمختلف أنواعها من هذا الملف الحارق الذي بدأت تداعياته تتطور نحو التصعيد مما ينبئ بأن القادم أسوأ خاصة مع وجود تحركات غير محسوبة العواقب من البعض الذي اختاار توظيف أساليب قذرة لتأزيم الوضع لغاية انتخابية بئيسة أو ربما لتصفية حسابات مع جهات معينة.

رسالة إلى مواطن:

هي محطة مهمة للترافع حول ملف مطلبي شامل ومتكامل، يشكل فيه مشكل ندرة مياه السقي الحجر الأساس، لكن مع تبني باقي المشاكل الأخرى التي تعاني منها الساكنة.

هي فرصة لتحميل المسؤولين مسؤولية الهشاشة التي تعيشها الساكنة، ومناسبة لمحاسبة أولئك الذين وزعوا الأحلام والورود خلال الانتخابات الأخيرة لكن ما إن وصلوا إلى المقاعد حتى أداروا ظهورهم للساكنة، وقاموا بممارسات تعاكس مصالح الساكنة.

هي فرصة لتذكيرهم بأن للجماعة اختصاصات مهمة في إطار التنمية المحلية وخدمات القرب وفتح المسالك والطرقات والمحافظة على البيئة.

وهنا لا بد من تذكيرهم وفي إطار اختصاصاتهم بما يلي :

  • طبقوا فقط المحضر المحرر يوم الثلاثاء 13 يونيو 2022 المنبثق عن الاجتماع الذي حضره جميع المتدخلين المعنيين بمشكل مياه السقي، فلا حاجة لعقد اجتماعات أخرى لأن في ذلك مضيعة للوقت فقط اللهم إذا كان  بهدف التسويف والمماطلة، فذلك رأي آخر يستوجب التعاطي معه برد من مستوى آخر .
  • الطريق المؤدية للدوار جد كارثية والمسالك داخله أكثر سوء ولا تبدو في الافق أية إرادة عند “المسؤول” لتعبيدها فهوايته وضع المطبات بالطريق وليس فتحها.
  • الدوار خارج مشاريع التنمية التي يمكن أن تخرجه أو تخفف عنه مظاهر الهشاشة التي يعيشها المواطن البسيط خاصة مع وجود بعض المبادرات التي أطلقتها الدولة ( برنامج أوراش) وكأن زاوية سيدي بنعيسى تعاقب “عقابا مناطقيا” من طرف المسؤولين بالجماعة.
  • ساكنة الدوار في تزايد ملحوظ مما يجعل المستوصف الموجود عاجز عن الاستجابة لحاجيات الساكنة خاصة إذا استحضرنا عدم اشتغاله يوميا ووجود مخاطر محدقة بالساكنة مثل لسعات الافاعي والعقارب وعضات الكلاب.
  • عدم التوفر على الأقسام الكافية بالمدرسة المتواجدة بالدوار وغياب ثانوية تأهيلية تستوعب الاعداد المتزايدة من التلاميذ الذين يضطرون للتنقل اليومي لعزابة عبر حافلات للنقل المدرسي وفي ظروف لا تتيح لهم تحصيل علمي جيد ناهيك عن مصاريف التنقل التي تنقل كاهل الآباء و الأمهات.
  • تنامي مشكل النفايات المنزلية التي أصبحت ظاهرة مقلقة و تلوت البيئة خاصة تلك النفايات الصعبة التحلل (حفاضات الاطفال مثلا ) دون تسجيل أي تحرك من طرف الجماعة رغم أنها تتوفر على شاحنة لنقل النفايات المنزلية.

إلى غير ذلك من المشاكل.

رسالة إلى مسؤول:

الآن الأوضاع تتطور بوثيرة سريعة وعلى المسؤولين التحرك بسرعة توازي سرعة تطور الأحداث، وأي تأخر /تلكؤ ستجد الدولة نفسها / في شخص مسؤوليها محليا أمام وضع معقد يصعب التعاطي معه لأن قوة المطالب مستمدة من مشروعيتها، فالماء يعادل الوجود/ الحياة، خاصة في منطقة قروية تعتمد على الفلاحة المعاشية ليس إلا.

فلسان حال الفلاحين فيها يقول: إما نكون أو لا نكون. فالتقط الرسالة يا مسؤول وأذب كرة الثلج قبل أن تتسع حينها لن يقتصر الأمر على تقديم مستشار لاستقالته من المجلس الجماعي بل سيتعداه إلى إبداع أشكال أكثر تصعيدا وبدون حدود.

لقاء الثلاثاء 14 يونيو 2022 أعاد نفس كلام اجتماع الثلاثاء 13 يونيو 2017، وكأن التاريخ يعيد نفسه، هل هي مصادفة غريبة أم أنها رسالة إلى من يهمه الأمر: مفادها ألا خير يرجى من هكذا اجتماعات، والعبرة المستفادة: أخلق الحدث ودع المسؤول يبحث عن لقائك، حينها أرسل له استقالتك من الاجتماعات مذيلة بعبارة:

“نلتقي بعد خمس سنوات”.

تعبر المقالات المنشورة في منتدى الديارعن رأي أصحابها، ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر الجريدة