“السيبة” في إعدادية بصفرو.. اتهام مديرية التعليم بـ”التواطؤ”

الوضع في الثانوية الإعدادية وادي الذهب بمدينة صفرو ليس على ما يرام. ورغم أن أساتذة المؤسسة سبق لهم أن نظموا وقفة احتجاجية صامتة، الأسبوع الماضي، على خلفية تكرار اعتداءات في حق الأساتذة، فإن المديرية الإقليمية للتعليم اكتفت بـ”التفرج” و”متابعة المشهد من بعيد”، وكأن الأمر يتعلق بمؤسسة تعليمية تابعة، تقول المصادر لـ”الديار”.

الأساتذة الغاضبون المنضوين تحت نقابة الاتحاد المغربي للشغل قرروا تنظيم وقفة احتجاجية أخرى، يوم غد الخميس، لإثارة الانتباه إلى ما أسمته النقابة بوضع الفوضى الذي تعيشه المؤسسة، ودق ناقوس الخطر حول الإهمال الذي تعانيه من قبل المديرية.

وفي التفاصيل، ذكرت المصادر بأن المشكل يكمن في غياب أي إجراءات لتوفير حراس عامين وملحقين تربويين ومساعدين اجتماعيين في مؤسسة تستقبل روافد كثيرة من الأحياء التي تعاني من التهميش والإقصاء الاجتماعي، وذلك بعدما غادرها حارسين عامين. وتستقبل المؤسسة ما يقرب من 1200 تلميذ، وهو عدد كبير تحتاج مواكبته اجتماعيا وتربويا وإداريا إلى موظفين متخصصين ومتفرغين لهم دراية وتجربة.

وبقي منصبي الحارسين العامين شاغرين. ولـ”ذر الرماد في العيون”، أقدمت المديرية الإقليمية على إيفاد أساتذة متدربين للقيام بمهام الحراسة العامة في إطار التدريب، لكن بدون مواكبة. وبعدما أنهى هؤلاء الطلبة حصة التدريب انسحبوا مجددا، بينما توالى تسجيل حالات تسيب في المؤسسة، من ضمنها حالات اعتداء استهدفت أساتذة، ومنها اعتداء على أستاذة من قبل أم أحد التلاميذ، الأسبوع الماضي. واستدعى هذا الاعتداء تدخل رجال الشرطة لإنجاز المحاضر. والتلاميذ بدورهم يوجدون في عداد الضحايا في محيط صعب يحتاج إلى تنسيق بين المديرية والجهات المعنية لحماية التلاميذ من مخاطر الانزلاق والانحراف.

المصادر أوردت بأن المديرية حاولت، في سياق إجراءات “ذر الرماد في العيون” تكليف ملحقين تربويين، لكنهما لم يلتحقا بالمؤسسة. وعمد المدير الإقليمي، ضمن حلول ترقيع أخرى، إلى إيفاد مساعد تقني للقيام بمهام الحراسة العامة. “قمة الاستخفاف”، يقول الغاضبون، في وقت يراهن فيه المدير الإقليمي على تحركات الواجهة للترويج لإنجازاته، “لكن على الورق فقط”، يضيف المنتقدون.