من ورط الوالي زنيبر والأنصاري وجامعة فاس في “المهزلة”؟.. ضجة بسبب “ملتقى وطني” من “تنظيم” جماعة فاس

من ورط سعيد زنيبر، والي جهة فاس مكناس، وعبد الواحد الأنصاري، رئيس مجلس جهة فاس مكناس، وعبد السلام البقالي، عمدة مدينة فاس، وجامعة سيدي محمد بنعبد الله، في “مهزلة” الملتقى الوطني الأول “للصحافة والإعلام والمجتمع المدني للترافع عن القضايا الوطنية” والذي يرتقب أن يتم تنظيمه في مقر جماعة فاس يوم 17 مارس الجاري؟

المعطيات المرتبطة بهذا اللقاء أثارت الكثير من الجدل في شبكات التواصل الاجتماعي.

فاللقاء، حسب إعلان نتوفر على نسخة منه، يتم تنظيمه بشراكة وتعاون مع جريدة إلكترونية توصف بالمقربة من البرلماني رشيد الفايق، المنسق الإقليمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، وتتابع أنشطة المقربين منه.

التعاون، أيضا، يتم مع جمعية قافلة نور الصداقة للتنمية الاجتماعية، لصاحبتها خديجة الحجوبي، البرلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة عن دائرة فاس الشمالية، وللحزب فريق يشارك في الأغلبية المسيرة للمجلس الجماعي للمدينة.

كما أن الشراكة تتم مع مكتب جهوي غير معروف ولا أنشطة له لجمعية تسمي نفسها جمعية أوفياء العرش العلوي المجيد داخل وخارج أرض الوطن جهة فاس ـ مكناس، وهي تسمية مثيرة للجدل، كان من المفروض أن تدعو السلطات إلى تغييرها قبل أن تمنحها الوصل، بالنظر إلى أن قضية الوفاء للعرش العلوي لا ينبغي أن تطرح كاسم لجمعية بعينها، وكأن الجمعيات الأخرى وهي بالآلاف، غير ذلك.

أما تنسيق النشاط فهو، ويا للغرابة!، مع مختبر الشريعة والقانون والمجتمع في كلية الشريعة بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، وهو مختبر لا علاقة له بالإعلام والصحافة، وتترأسه حكيمة الحطري، الاستقلالية التي تعتبر أيضا عضوة في المجلس الجماعي، ونائبة للعمدة البقالي، في تغييب “غير مفهوم” للمختصين في التواصل والإعلام من داخل الجامعة.

وفي الجلسة الافتتاحية، فإن المنظمون لهذه “المهزلة” قرروا أن يمنحوا الكلمة لرئيس مجلس الجهة، عبد الواحد الأنصاري، ورئيس مجلس جماعة فاس، عبد السلام البقالي، وذلك إلى جانب الوالي، سعيد ازنيبر، إضافة إلى الحجوبي والحطري، وكأن الأمر يتعلق بـ”كعكة” سياسية توزع بين مختلف مكونات التحالف الرباعي المسير للمجلس.

واللافت، حسب “مطوية” بتصميم هاوي، أن حتى المحاور المقترحة للنقاش فارغة من حيث المضمون الأكاديمي، ولا تقدم أي قيمة مضافة للنقاشات الدائرة حول الإعلام بالمغرب وما يرتبط بالترافع على قضية الصحراء، وما له علاقة بالديبلوماسية الموازية.

كمال شكوري، صحافي وأحد النشطاء بمدينة فاس، كتب تعليقا في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” حول هذه “الفضيحة”، وقال: “في فاس ليس ضروريا أن تكون صاحب مؤسسة إعلامية محترمة وقائمة بذاتها ومتوفرة على كل الشروط القانونية والمهنية لتحظى بشراكة مع المجلس الجماعي، يكفي أن يكون خطك التحريري لاعقا  ملمعا لمهندس التحالف الرباعي ومن يدورون في فلكه، وستنال ما تحب وترضى،  فمن بين كل المؤسسات الإعلامية المحترمة لم يجد عمدة المدينة ومجلسه إلا مؤسسة تشتغل مع برلماني الأحرار كما كانت تشتغل قناة الجماهيرية الليبية مع معمر القدافي”.

وأضاف شكوري ساخرا: “في فاس أيضا يكفي أن تكون برلمانية وشقيقك رئيس مقاطعة لتنال جمعيتك حظوة لا مثيل لها عند المسؤولين بالمدينة وخارجها”.

واستغرب المصدر نفسه إقحام مختبر الشريعة والقانون وقبول أساتذة المشاركة في هذه “المهزلة”..

وتناسلت التعليقات الساخرة والمنتقدة لهذا “النشاط”، حيث تساءل أحدهم عما إذا سقط “شعار” جماعة أولاد الطيب سهوا. وتساءل آخر عن علاقة جماعة عين الشقف بتنظيم لقاء ينظم من قبل جماعة فاس. ولم يتردد آخرون في ترديد عبارة “العبث” في تعليقهم على هذا الملتقى الذي يستوجب فتح تحقيق في ملابسات تنظيمه وتوريط مؤسسات عمومية، متسائلين، في نفس الوقت، عن علاقة هؤلاء بالصحافة والإعلام.