في صفرو فقط!.. الترخيص لمقلع للرمال في منطقة آهلة بالسكان وبجانب تعاونية فلاحية وفندق سياحي رغم “38 شكاية”

في الوقت الذي كانت تنتظر فيه رفع الضرر عنها، تفاجأت ساكنة دوار بني ملالة بجماعة سيدي خيار بإقليم صفرو بتثبيت لافتة خاصة بشركة “كرازافيل” تعلن من خلالها عن انطلاق عملية استخراج الرمال من مقلعها بالمنطقة بشكل رسمي.

صورة للافتة المقلع في المدخل المؤدي إليه وإلى التعاونية والفندق (مركبة)

وعبرت ساكنة دوار بني ملالة، في تصريحات لجريدة “الديار”، عن صدمتها من “الترخيص” لصاحب المقلع بمباشرة الأشغال رغم العديد من الشكايات والمراسلات إلى الجهات المعنية لـ”التعرض” على هذا المشروع الذي سيخلف ضررا كبيرا على “الحجر والشجر والبشر” بالمنطقة.

“قبل 2019، تاريخ حصول الشركة على الترخيص رقم 2019/101/03/07/3506، تم توجيه 38 مراسلة إلى جميع الإدارات والمؤسسات والهيئات المعنية بهذا الملف، من طرفنا ومن قبل مستثمر في القطاع السياحي، على أمل إنصافنا ورفع الضرر، الذي سببه وسيسببه هذا المقلع، علينا وعلى مستقبل أطفالنا بالمنطقة”، تقول المصادر نفسها، قبل أن تتابع مسترسلة بحنق: “ليأتي الجواب على شكل “صفعة” لنا جميعا بالترخيص لهذا المقلع على حساب المواطنين والبيئة”.

آليات المقلع تشتغل على مقربة من المنازل

مصادر “الديار”، تساءلت عن المعايير التي تم اعتمادها، والطريقة التي حصلت بها شركة “كرازافيل” على الترخيص لإقامة مقلع على بعد 600 متر فقط من الساكنة، وفي منطقة تم تصنيفها حزاما أخضرا، ذات أهمية وطنية Périmètre d’Intèrêt National (PIN)، وبجانب تعاونية فلاحية لإنتاج وجمع وتسويق الحليب ومشتقاته، ومشروع استثماري في القطاع السياحي عبارة عن “ضيعة للضيافة”، تستقطب السياح من مختلف بقاع المعمور، انطلق منذ 2014.

“هل بهذه الطريقة تطبق تعليمات صاحب الجلالة الملك محمد السادس حول تشجيع الاستثمار ودعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المناطق القروية؟”، تتساءل مستنكرة ساكنة دوار بني ملالة.

وفي السياق ذاته، لم يخف رئيس تعاونية “عين الكبير الفلاحية” تذمره من “الكاريان”، في تصريح سابق لجريدة “الديار”، مسجلا استغرابه من تمكينه من رخصة الاستغلال بجانب التعاونية.

وأكد رئيس التعاونية أن المشروع، الذي يهم أزيد من 180 منخرطا من المنطقة، وتم تمويله من طرف الصندوق الدولي للتنمية الفلاحية (FIDA) بشراكة مع وزارة الفلاحة (المغرب الأخضر)، ممثلة في المديرية الإقليمية بصفرو، وإدارة المياه والغابات، مشيرا إلى أن القيمة الإجمالية للبرنامج بلغت 200 مليون سنتيم، سيتم تدميره بسبب الغبار الناجم عن استخراج الحصي والرمال من المقلع الذي لا يبعد عن مقر التعاونية سوى بـ600 متر تقريبا.

وكانت جريدة “الديار” قد أشارت في موضوع سابق إلى تفاصيل معاناة الساكنة، بمنطقة سيدي خيار، من مقلع “كرازافيل” ومن أشغال تكرير “الزفت”.