تراث بلا مأوى؟.. صفرو تبحث عن فضاء يصون ذاكرتها

في مقالة عنونها بـ”في الحاجة إلى مركز لتأويل التراث بصفرو ومنطقتها”، شدد محمد كمال المريني، رئيس شبكة تنمية القراءة بصفرو، على أن إنشاء بنية استقبال للعرض المتحفي بصفرو بات مطلبا ملحا وشأنا عاما يقتضي تظافر جهود كل الفاعلين الترابيين على قاعدة الندية والمساواة والمقاربة التشاركية. فالمتحف، بصيغته المبسطة أو عبر مركز لتأويل التراث، يقول المريني، لم يعد مجرد فضاء للعرض، بل أصبح أداة أساسية للحفاظ على الذاكرة الجماعية، وصون الهوية الثقافية، وتنمية المجال.

وأبرز رئيس شبكة تنمية القراءة بصفرو أن المتحف، أو مركز تأويل التراث يلعب دورا مركزيا في التعرف على التراث المادي واللامادي لصفرو ومنطقتها، وتعريفه وتثمينه. مشيرا إلى أن أهمية العرض المتحفي تبرز في مساهمته في التنمية الثقافية وفي تعزيز التنمية المندمجة، الأمر الذي جعل حلم تأسيس متحف أو مركز للتأويل اهتماما مشتركا بين عدد من الفاعلين الترابيين منذ البدايات الأولى للملتقى الثقافي لمدينة صفرو، وصولا إلى دورته الأخيرة سنة 2025، التي أكدت ضمن توصياتها ضرورة إحداث متحف صفرو.

وأوضح الكاتب، في المنشور نفسه، توصلت جريدة “الديار” بنسخة منه، أن شبكة تنمية القراءة بصفرو انخرطت ضمن اللجنة التنظيمية للملتقى، وساهمت في تنظيم معرض أركيولوجي وإثنوغرافي بشراكة مع جمعية مدنية، وهو المعرض الذي سجل أعلى نسبة مشاركة وخلف أصداء إيجابية واسعة، مؤكدا أن معرض فنون العيش/المعرض الأركيولوجي والأثنوغرافي أعاد مطلب تأسيس المتحف إلى الصدارة، خاصة بالنظر إلى القيمة المعرفية والتاريخية لبعض اللقى الأثرية المعروضة، والتي أثارت اهتمام مختصين وخبراء. وقد مهد ذلك لإطلاق برنامج عمل بشراكة مع المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، يهدف إلى المرافعة من أجل مركز لتأويل التراث بصفرو ومنطقتها.

وضمن هذا البرنامج، يتابع المصدر ذاته، تم تنظيم سلسلة من الندوات الترافعية، همت قضايا ورهانات التراث بمنطقة صفرو (14 يونيو 2025)، بشراكة مع المديرية الجهوية للثقافة والشباب والاتصال وجماعة صفرو. ثم حصيلة البحث الأركيولوجي بصفرو ومنطقتها (1 نونبر 2025). فالمشهد الثقافي المندمج والمقاربة المتحفية (30 نونبر 2025).

كما يجري، حسب المريني، الإعداد لندوة رابعة أواخر الشهر الجاري بتنسيق مع شركاء محتملين، ستخصص للتراث اللامادي للمنطقة، وعلى رأسه مهرجان حب الملوك المصنف تراثا لاماديا للإنسانية، والذي أوصت اليونسكو ضمن قرار الاعتراف به بإنشاء متحف خاص بالمهرجان.

وأشار محمد كمال المريني إلى أن البرنامج شمل أيضا إخضاع اللقى الأثرية المعروضة خلال المعرضين المتحفيين للدراسة والخبرة العلمية من طرف المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، على أن تنشر نتائجها فور اكتمالها. كما يجري العمل على التعريف بالتراث المادي واللامادي لصفرو ومنطقتها وتثمينه وتشجيع البحث العلمي والحفريات والدراسات المتخصصة.

رئيس الشبكة أفاد أيضا بأنه من شأن العرض المتحفي، سواء في شكل متحف أو مركز لتأويل التراث، أن يساهم في الرفع من جاذبية المنطقة، من خلال تعريف الساكنة والزوار بهوية المجال ومكوناته الطبيعية والحضارية، وتمكين الساكنة من تملك تراثها. كما يمكن أن يشكل رافعة اقتصادية عبر تعزيز السياحة الثقافية والإيكولوجية، بما ينعكس إيجابيا على تحسين شروط العيش.