استعدادا للشتاء.. مواطنون بتاونات ينوبون عن جماعاتهم في فتح طرق

 

ناب سكان مناطق قروية بإقليم تاونات، عن مسؤولي جماعاتهم في فك العزلة عن دواوير غارقة في تهميشها. وباشروا أعمالا تطوعية بتمويل ومجهود ذاتي، لإصلاح طرق متربة تلافيا لانقطاعها شتاء ومضاعفة معاناتهم التي لم تحرك ساكن منتخبين للنظر إلى حالهم الذي لا يحسدون عليه.

ورغم أن للجماعات آليات ووسائل كما تلك لنقابة التعاون المحدثة لفك العزلة، فإن أوجه التقصير وعدم تعميم التدخل، يجعل تجمعات سكانية خارج الاهتمام، ويدفع سكانها للاعتماد على أنفسهم في فتح طرق الانعتاق من واقع لا يحسدون عليه، وفك عزلة دواويرهم عن محيطها.

مبادرات متعددة أطلقت في الأيام الأخيرة على مشارف موسم الأمطار وما يفرضه من عزلة على مواطنين عزل بحت حناجرهم طلبا لتدخل جماعات ألهت مسؤوليها حروب الانتخابات، عن توفير أبسط البنيات التحتية خاصة الطرقية منها بالبادية التي ما زالت دون مستوى التطلعات.

سكان دوار تاورضة بجماعة الورتزاغ في غفساي، اعتمدوا على سواعدهم وإمكانياتهم البسيطة ومالهم الخاص لفك العزلة عنه، بعدما تطوع بعض المحسنين وتكلفوا بمصاريف كراء الآليات لتسهيل عملية فتح الطريق في “غياب تام للمساعدة الرسمية” رغم أن ذلك من اختصاص الجماعة.

أما زملاؤهم في دوار عنق الحجر بني سلمان بعين مديونة، فباشروا أشغالا مماثلة لتبليط المقاطع الصعبة بالطريق المؤدية للدوار ومنه إلى الطريق الرئيسية، التي “تشكل عائقا أمام وسائل النقل خاصة في فصل الشتاء”، ولم يولاه الاهتمام اللازم رغم كونه شريان حياة السكان.

سكان دوار تازغدرة بجماعة البيبان بغفساي، بدورهم اعتمدوا على أنفسهم بعد تأخر تدخل جماعتهم، معتمدين على إمكانياتهم التقليدية ومالهم الخاص وأدوات بدائية في فتح وإصلاح الطريق وتشطيبها من الأحجار، لتيسير ولوجهم إلى محيطهم خاصة بمركز غفساي.

تلك بعض من مبادرات متعددة انطلقت قبل أيام من حلول الشتاء والمطر، وتنم عن وعي سكاني خاص يثبت ما جبلوا عليه من تطوع في حياتهم، بشكل يجعلهم أحيانا يتنازلون عن حقوقهم على الجماعة، لأجل تذويب مشاكل تؤرقهم خاصة على مستوى البنيات التحتية الضرورية.