حافظ مهراز يكتب: حكايتي مع كورونا
لم أكن أتوقع انه سيأتي يوم ليداهمنا موت قادم من الشرق.
فيروس قاتل انطلقت بؤرته من ووهان الصينية لينتشر في كل بقاع المعمور ويرعب البشر والحجر.
لم أكن أتوقع أن يصل هذا الفيروس إلى مدينة صفرو التي اعتدنا على هدوئها الساحر، بحيث عندما كنت أتابع في الأخبار والنشرات نبأ وصول الفيروس إلى إيطاليا ثم اسبانيا الجارة، اعتقدت كذلك اننا سنبقى في أمان من كوفيد – 19.
هكذا تهيأ لي أو على الأقل ما كنت أتمناه، غير مكترث بالخطر الذي سيتحول بسرعة كبيرة إلى أكبر كارثة تهدد البشرية بعد الحرب العالمية الثانية
وحتى عندما سجلت اول حالة بكوفيد-19 بالدار البيضاء لمهاجر قادم من إيطاليا لم أكترث وبقيت أمارس حياتي بشكل طبيعي وعادي، أصافح أصدقائي وزبائني وأقابلهم بالأحضان، اعتقادا مني أن مدينة حب الملوك ستبقى خارج دائرة الخطر هكذا خُيل لي، وهذا ما كنت آمل وأعتقد.
خبر وفاة شاب بالدار البيضاء في ريعان شبابه ينحدر من صفرو وهو بالمناسبة أحد اعز الأصدقاء بسبب إصابته بالفيروس الخانق غير مجرى تفاعلي، تأثرت كثيرا وتألمت لخبر وفاته، تغمده الله بواسع رحمته.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
بعد ذلك بأيام سيدخل الفيروس إلى مدينة حب الملوك، وستُسجل أول حالة إيجابية لكوفيد – 19.
خفق قلبي وبح صوتي بعد ورود أخبار عن إصابة عائلة بأكملها تتكون من خمسة أفراد، ومن غريب الصدف انها أسرة أحد الأصدقاء الذين أكن لهم الود والاحترام.
تأثرت وتألمت كثيرا لحالهم وهكذا دخل الفيروس إلى صفرو وبدأ يحوم على رؤوسنا وتواصلت الإصابات والحالات.
بعد ذلك تحولت بدون شعور، يوميا، إلى متابع للحالات المسجلة والمتعافين أنقلها على صفحتي الشخصية لأصدقائي، أشاطرهم فيها الأمل والحرص على الإجراءات من اجل السلامة الصحية.. إنه شعور بالمسؤولية اتجاه الوطن لا يضاهيه شعور.
اليوم لا زالت كورونا تضرب بقوة في الوطن وفق منحى تصاعدي، لكن طفيف والحمد لله، نتمنى أن تتلبد غيوم هذه الجائحة لتذهب بعيدا بدون رجعة، لتعود الحياة كما كانت أو أفضل لنجتمع على فنجان قهوة او براد شاي، لنسافر، لنمرح، لنعربد، لنسهر ولنتصافح….
بصفتي مواطن مغربي، وفي لقيم الإنسانية والتسامح، أعرب عن تضامني مع كل المصابين بهذا الفيروس وأتمنى الشفاء العاجل لكل المصابين وأطلب الرحمة لضحاياه من كل الجنسيات والديانات.
تعبر المقالات المنشورة في “منتدى الديار” عن رأي أصحابها، ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر الجريدة