بعد “تنحي” الوزير عبو.. جماعة بني وليد بمكتب جديد وأعضاء قدامى

اسدل الستار عن مسرحية الصراع بين أنصار الوزير السابق محمد عبو، المنقسمين فريقين “متصارعين” قبل وإبان الانتخابات بجماعة بني وليد بإقليم تاونات. وشبكوا أيديهم من جديد متحالفين لتشكيل مكتبها المسير اليوم الجمعة بمقرها، بعد أسابيع طال فيها انتظار السكان لتغيير لم يتحقق إلا في تكتيك انتخابي انطلى عليهم.
الفائزون من حزب الاستقلال الملتحق به عبو، موجههم عن بعد رغم الجهر بابتعاده عن السياسة، لم يرفضوا عرض الطرف الآخر المشكل من الباقين في التجمع الوطني للأحرار، ليتعانقا في تحالف أفرز أول رئيس الجماعة من خارج دائرة آل عبو الذين سيروها في 5 عقود عبر الأب والابن.
المحامي لحسن العواني، الفائز في دائرة دوار تمدغاص دون منافس، أول رئيس للجماعة ما بعد فترة عبو، عن تجمع الأحرار الوافد إليه قبل سنوات من الاتحاد الدستوري الذي قاده للجماعة منذ أول تجربة في ثمانينات القرن الماضي، قبل أن يتولى مسؤوليات في مكتبه المسير في فترة قيادة الوزير للجماعة.
تشكيلة المكتب المسير لجماعة بني وليد، جديدة بأسماء قديمة أغلبهم كان في المكتب المسير على عهد عبو، نوابا له، إلا الكاتب من التقدم والاشتراكية، ونائبته، العضوين الجديدين في جماعة لبست جلباب التغيير وأخفت ما يعلم “الوليديون” ويتغاضون عليه جهلا أو توخيا لراحة البال بعيدا عن ضوضاء السياسة التي أفسدت قرية من أجمل قرى تاونات، فيما اصطف عضوا فيدرالية اليسار في صف المعارضة.
والمثير أن الجماعة أضحت خالية من أفراد عائلة عبو، بعد عدم ترشح الابن والأب وٱآرون منها وفشل صهر له في الفوز بمقعد بدوار الزيامة طالما شغله أب زوجة الوزير، بعد خسارته أمام عضو غرفة الفلاحة، محمد الحميد من التجمع الوطني، نائب سابق للرئيس عبو، والناىب الثاني في تشكيلة المحامي لحسن العواني بعد محمد بوطلاقة من الأحرار العضو السابق الذي جرب الانتماء للاتحاد الاشتراكي أول حزب يفوز باسمه في انتخابات هذه الجماعة القروية.
وتحتاج بني وليد لمن يغارون عليها لإخراجها مما هي فيه من تهميش وفوضى زادت مع إطلاق مشروع تهيئة مركزها، لتتحول إلى ما يشبه “حصبة الواد” التي غمرتها المياه وأثثتها الأحجار وكل ما يخدش جماليتها ويعثر رغبة سكانها في تنمية يحلمون بها منذ عدة عقود ولو يتحقق منها غير أحلام يقظة تفزعهم بعد تبخر كل الوعود.