مقابل 65 درهما!.. أستاذ جامعي يفضح “شراء الذمم” بمقر “البام بصفرو يوم الانتخابات
هل أصبح ثمن الأشخاص بخسا إلى هذه الدرجة؟ 65 درهما ليس ثمن أجرة عامل البناء، لكنها ثمن صوت مواطنين اختار حزب الأصالة والمعاصرة في مدينة صفرو، “اقتيادهم” نحو مكاتب الاقتراع، واقتناء أصواتهم في الدقائق الأخيرة الفاصلة عن موعد إغلاق التصويت، والمحددة في السابعة مساء من اليوم الأربعاء، ثامن شتنبر.
في حديث اختار أن يجعل جريدة “الديار” منفردة به، كشف الأستاذ الجامعي والفاعل الجمعوي سعيد حنين “فضيحة” مرتبطة بالانتخابات بمدينة صفرو، حيث روى لنا تفاصيل “شراء الذمم” من طرف “جرار” صفرو، مؤكدا أنه قبل ثلاث ساعات فاصلات عن موعد انتهاء التصويت، أي عند حلول الرابعة عصرا من اليوم، لاحظ محدثنا توافد كم كبير من الأشخاص على مقر حزب الأصالة والمعاصرة بصفرو، واصطفافهم في صف طويل، يلج من حان دوره، فيلبث فترة من الزمن داخل المقر، بعد أن توصد الباب، ثم يخرج، فيتكرر السيناريو ذاته مع صاحب الدور الموالي.
“وهكذا، يقول حنين، فهمت بأن الأمر متعلق ببيع ضمائر وشراء ذمم، فاتجهت صوب رجال شرطة كانوا في الشارع العام، على مقربة من المقر محل “الفضيحة”، أخبرتهم بما جرى ويجري، لكنهم لم يعيروا الأمر أي اهتمام، ثم ارتأيت التوجه إلى المنطقة الأمنية الكائنة بمنطقة “السلاوي” ورويت مجددا الرواية ذاتها لهم، علهم يقومون بالمتعين، لكن محاولتي الثانية باءت هي الأخرى بالفشل، حيث أخبرتني موظفة هناك بأن الأمر خارج عن اختصاصاتهم، لكن الأمر لم يدفعني البتة إلى الاستسلام”.
الأستاذ حنين، ذكر أيضا أنه في إطار تغيير هذا “المنكر” عاد أدراجه نحو المقر مجددا، فاقتفى أثر رجل وامرأة غادرا المكان، وسألهما، بعد أن ابتعدا قليلا عن الأخير (سألهم) عن مكان المقر، فقدما له المساعدة اللازمة، ليسألهم في خضم الحديث ذاته عما إذا كان الحزب يوزع المال، ليأتي التأكيد من طرفهما، حيث ذكرا، يروي المصدر، أنهما قد حصلا على 65 درهما مقابل التصويت لصالح البام.
ليتأكد أكثر، سأل محدثنا ثلاث شبان، حيث عززوا ما اعتقده وأكداه الشخصان الآخران، ذلك أنهم أقروا باستلام ثلاثتهم 200 درهم سيوزعونها بينهم، حسب رواية المصدر نفسه.
“بعد كل هذه الأحداث، يقول حنين، اتصلت بالباشا، وأخبرته بالأمر، فطمأنني بأنه سيبعث مصالح الأمن إلى عين المكان، وهو ما انتظرت حدوثه، دون جدوى، قبل أن أتصل ببعض وكلاء اللوائح من أحزاب أخرى، وأطلعتهم بالذي حدث”.
وفي ختام تصريحاته التي خص بها جريدة “الديار”، أكد الأستاذ سعيد حنين أنه كان برفقة شاهد آخر في الموضوع يدعى لحسن زعنون، الذي ذكر أنه على أتم الاستعداد لتأدية شهادته في الموضوع، معربا عن استعداد كلاهما بأن يصرحا أمام الشرطة بكل ما وقع، عل أصحاب “الفضيحة” يلقون جزاءهم، وعلى أمل أن تحارب هذه “الكائنات الانتخابية” لكي تتطور مدينة صفرو وتسوى أوضاعها، وفق تعبيره.
وفي جانب آخر، قالت مصادر لـ”الديار” إن الملاحظين الانتخابيين توصلوا بإشعار في الموضوع، وقرروا استطلاع الوضع في مقر حزب “البام”، لكن المكلفين بـ”إدارة شؤونه” قرروا إغلاق الباب الرئيسي في وجه الملاحظة الانتخابية، ولم يتمكن هؤلاء من الإطلاع على حقيقة الوضع، خاصة وأنهم ظلوا مرابطين أمام المقر لمدة زمنية، دون أن يفتح “البام” باب مقره.
واضطر هؤلاء الملاحظون إلى الإنصراف لمتابعة تطورات الوضع في المدينة، لكنهم، بالتأكيد، تقول المصادر نفسها، سيسطرون ما توصلوا به من شكايات، وما عاينوه من معطيات في الميدان في تقاريرهم التي ستوجه إلى المجلس الوطني لحقوق الإنسان.