نادي التعليم بفاس.. من الأنشطة العلمية والفكرية إلى “عاصمة الدجاج”!؟

أعطيت بداية هذا الأسبوع الانطلاقة الرسمية لمشروع “عاصمة الدجاج” بنادي التعليم بوسط مدينة فاس. واستعان صاحب المشروع بصفحة فايسبوكية للترويج لـ”وجبات الأكل” التي يقدمها، والذي سبقته مشاريع أخرى تحمل نفس الاسم في أحياء متفرقة بالمدينة.

“لكن المشكل لا يكمن هنا، بحسب مصادر لجريدة “الديار”، بل إن المشكل يتجلى في سياق تفويت جزء من نادي التعليم لإقامة مثل هذه المشاريع”.

وقالت المصادر ذاتها إن نادي التعليم يتبع لجمعية الأعمال الاجتماعية للتعليم بفاس، وكان في عقود سابقة من النقط الثقافية المضيئة بالعاصمة العلمية، حيث يستضيف مختلف مكونات الحقل التعليمي، ويحتضن لقاءات فكرية ونقاشات في السياسة والمجتمع. ويقدم خدمات مطعمية لفائدة هذه المكونات التعليمية بأثمنة مناسبة. وكان أيضا فضاء لتعميق أواصر علاقات اجتماعية وتربوية عميقة في أوساط النسيج التعليمي بالمدينة.

وأفادت مصادرنا أنه وإلى جانب العاملين في القطاع، كان فضاء نادي التعليم مفتوحا في وجه الطلبة عبر تقديم دروس الدعم والتقوية بالمجان، ومنارة تنظيم أنشطة حقوقية توعوية وتأطيرية.

لكن النادي فقد كل هذا البريق في السنوات الأخيرة، تستطرد المصادر نفسها، وأصبح مفتوحا لكل من هب ودب، مما دفع رجال ونساء التعليم إلى مغادرته وهجرانه. وجمدت فيه الأنشطة الثقافية والنقاشات المجتمعية.

قبل أن يتفاجأ الرأي العام المحلي، تضيف المصادر، بإحداث مشروع تجاري في أجزاء منه، وفتح المشروع أحد أبوابه مباشرة على ساحة النادي.

وتساءلت مصادر جريدة “الديار” عن ملابسات هذا التفويت والترخيص. وقالت إن الجمعية مطالبة أن توضح للعاملين في القطاع هذا الغموض الذي رافق العملية، وأن تنور الرأي العام بجدوى إقامة مثل هذه المشاريع في نادي التعليم، ومدى مساهمة هذا المشروع في خدمة المنخرطين، وقيمته المضافة في إعطاء دفعة للأعمال الاجتماعية والثقافية بهذا القطاع، خاصة وأن النادي ظل تحت أعين أطماع منعشين عقاريين ومستثمرين منذ مدة طويلة، نظرا لموقعه الاستراتيجي وسط المدينة.