سائق للركاب: “قدموا شكاية فأقرب باراج!”.. تكديس المواطنين في حافلات “سيتي باص” في ظل تفشي كورونا

تعيش حافلات النقل الحضري بمدينة فاس على وقع ازدحام كبير، يهدد باستمرار بتفاقم عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا، ذلك أنه على الرغم من موجة الاحتقان والاستنكار التي ترافق هذا الازدحام، إلا أن الشركة المعنية تتجاهل ذلك.

وكشفت مصادر جريدة “الديار”، أن حافلات النقل الحضري بمدينة فاس، التابعة لـ”سيتي باص”، تحمل عددا يفوق العدد المخول لها حمله في الظروف العادية، فما بالك في الظروف الاستثنائية، لدرجة أن يكاد التنفس يكون مستحيلا داخل الحافلة بفعل الازدحام المهول الذي تشهده، خاصة في أوقات الذروة.

كما روت المصادر ذاتها أنها طالبت أحد سائقي حافلات الشركة المعنية بأن يكف عن حمل الأشخاص، لأن الحافلة امتلأت بشكل وصفته بـ”الفظيع”، ليقابلها السائق بنبرة كلها “تهكم وتحد”، مطالبا إياها بأن تشتكي به لأقرب “باراج” في الطريق، وهو ما لم تستسغه، على حد تعبيرها، بل وأدخلها في صدمة عارمة، مستغربة الثقة التي تحدث بها السائق، “كما لو أنه متأكد من أن المصالح الأمنية لن تتخذ ضده أو ضد الشركة أي إجراء، مما يطرح شكوكا حول الموضوع”، تورد مصادرنا.

وفي السياق ذاته، حذر حقوقيون ، في اتصال بجريدة “المساء” من احتمال مساهمة حافلات النقل الحضري التي تشتغل في كل من فاس ومكناس، في تفشي وباء كورونا، بسبب تعمدها عدم احترام التدابير الاحترازية المعمول بها من طرف السلطات للحد من انتشار هذا الوباء، إذ تقوم الحافلات المعنية، وفق ما ورد في الجريدة، بنقل أعداد كبيرة من الركاب ضدا على توصيات الجهات المختصة والإجراءات القانونية المعمول بها، وهو ما يشكل خطرا حقيقيا يهدد سلامة البلاد والعباد.

كما قالت المصادر ذاتها أنه لوحظ من طرف عناصر مهتمة بالموضوع أن أغلب الحافلات المشار إليها، والتي تشتغل بمختلف الخطوط في كل من فاس ومكناس مستثناة من المراقبة التي تتم من طرف المصالح الأمنية والسلطات المعنية، لأسباب تبقى غير مفهومة، رغم تعمدها انتهاك الإجراءات الاحترازية المفروضة من قبل السلطات العمومية للحد من تفشي وباء كوفيد 19 على حد تعبير المصادر ذاتها.

ودعت المصادر المسؤولين إلى التدخل العاجل للحد من خطر احتمال انتشار فيروس كورونا المستجد، بسبب تهور المسؤولين عن هذه الحافلات، مستغربة الأسباب التي تجعل بعض المسؤولين يتغاضون عن الخروقات والتجاوزات التي ترتكبها حافلات النقل الحضري، في الوقت الذي تتم عملية تشديد المراقبة على سيارات الأجرة وحافلات النقل الطرقي، مضيفة أن نسبة خطر تفشي الوباء بسبب حافلات النقل الحضري تعتبر مرتفعة مقارنة بوسائل النقل الأخرى.