كريم شفيق يتساءل: كيف نعود لحياتنا الطبيعية بعد كرونا؟
كرونا وباء جعل الإنسانية تغير سلوكياتها، بل تغير عائداتها وتقاليدها، حتى المقدس منها تم التخلي عنه، فالمساجد في كل البقاع فارغة الا من صوت الآذان، والكنائس بقى فيها صوت الاجراس، والحج والعمرة توقفوا والحجاج المتشوقون لبيت الله الحرام بقوا في ديارهم، الزيارات العائلية و الافطارات الجماعية وموائد الرحمان لا أثر لها، المدارس والجامعات مغلقة، فكيف السبيل للخروج من هذا الوضع؟ وهل ستعود الحياة إلى سابق عهدها بشكل طبيعي مرة واحدة ام بالتدريج؟
تسابق المختبرات الزمن من أجل إيجاد حل نهائي لهذا الوباء، وفي انتظار التوصل إلى نتيجة فعالة و مرضية تعمل الحكومات على حث مواطنيها على التباعد الاجتماعي لتفادي المزيد من تفشي هذا الوباء، هذه الإجراءات الوقائية ساهمت في الانحصار وبدأت الدول تفكر في العودة للحياة الطبيعية انطلاقا من عودة الحياة الاقتصادية تدريجيا، ثم خروج الأطفال للعب في بعض الفظاءات المؤمنة، إلى فتح جزئي للمدن وصولا إلى العودة التدريجية لمقاعد الدراسة للتلاميذ والطلبة.
وفي بلادنا ألم يحن الوقت للتفكير في العودة للحياة الطبيعية؟
المغرب وبعد الإجراءات الاحترازية التي تم اعتمادها بشكل استباقي و أعطت أكلها في تجنيب البلاد ما لا يحمد عقباه أصبح لزاما انطلاق التفكير في كيفية العودة للحياة الطبيعية بعد انقشاع هذه الغمة وفي تقديري لابد من خطوات محكمة ومدروسة من أجل الخروج إلى بر الأمان و نكون في ريادة الدول الناجية وأهمها:
1 – الاستمرار في الاحتياطات المعمول بها من نظافة و تباعد اجتماعي و صرامة في ضبط التجمعات.
2- العودة للقطاعات الأكثر الحاحية والمرتبطة بالمعيش اليومي للمواطن حتى استقرار الوضع تدريجيا ثم العودة لجميع القطاعات.
3- استمرار الدراسة عن بعد و تمكين جميع التلاميذ من وسائل متابعة الدراسة و الاقتصار على الامتحانات الاشهادية باعتماد إجراءات حمائية لحماية كل المتدخلين في عملية الامتحانات.
4- استمرار عملية دعم الفئات الأكثر هشاشة من أجل إعادة ادماجهم في النسيج الاقتصادي.
5- العودة للحياة الاجتماعية الطبيعة لا يمكن أن تكون إلا بعد القضاء النهائي على هذا الوباء.
ولا يمكن الحديث عن العودة للحياة الطبيعية ببلادنا دون الالتزام الصارم بتعليمات السلطات بالحجر الصحي إلى غاية نهاية الحجر الذي نتمناه قريبا.
تعبر المقالات المنشورة في “منتدى الديار” عن رأي أصحابها، ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر الجريدة