زهير الخديسي.. “الصفريوي” وراء رسائلكم الهاتفية

يعدّ من المغاربة الأوائل الذين تخصصوا في التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي؛ في رصيده مجموعة من البرامج والتطبيقات المُطورة لفائدة مؤسسات عمومية وشركات خاصة، بالإضافة إلى تلك الموجهة للعموم.

أسس في 2001 شركته الخاصة “ديال تكنولوجي”، التي حققت رقم معاملات بلغ 22 مليون درهم في 2018، واضعا ثقته في الشباب الذين يقاسمونه، إضافة إلى الشغف بالتكنولوجيا، أرباحه.

إنه زهير الخديسي، ابن حي “ستي مسعودة” في صفرو، المزداد سنة 1977، بدأ مساره الدراسي بمدرسة “حبونة” في صفرو، قبل أن ينتقل رفقة عائلته إلى “ميضار” (نواحي الناضور) حيث أكمل دراسته الابتدائية في مدرسة “علي بن أبي طالب” وإعدادية “إدريس الأول”، قبل أن ينتقل مرة أخرى إلى مدينة تازة بسبب طبيعة عمل والده كأستاذ في أسرة التعليم، حيث التحق بثانوية “علي بن بري”، ليحصل على شهادة الباكلوريا، شعبة علوم رياضية، بميزة جيد من ثانوية “ابن الياسمين” في المدينة ذاتها سنة 1994.

التحق الخديسي بالأقسام التحضيرية للمدارس العليا بمدينة وجدة، ليلتحق بعدها بـ”المعهد الوطني للبريد والمواصلات” (INPT) في الرباط حيث حصل على دبلوم مهندس دولة.

المسار الدراسي لـ”ابن صفرو” لم يتوقف عند هذا الحد، ذلك أنه توّجهُ بالتسجيل في درجة “الماجستير” المتخصص في إدارة الأعمال (Exécutive MBA) بـ”لمدرسة الحسنية للأشغال العمومية” بشراكة مع “مدرسة القناطر والطرق” الفرنسية سنة 2008.

انطلق مساره المهني سنة 1999 في شركة “نوكيا”، حيث شارك بكيفية فعّالة في تركيب وبرمجة الشبكة الخاصة بفاعل الاتصالات “ميديتل”، التي تحولت لاحقا إلى “أورونج”، قبل أن يقرر خوض مغامرة الاستثمار بخلق شركة لتطوير الإنترنيت بشكل عام والمحمول بشكل خاص، أطلق عليها اسم “ديالي” (DIALY) معتمدا على أطر شابة من مهندسين ومختصّين في البرمجة.

“أنشأتُ هذه الشركة لدمقرطة الولوج إلى الإنترنيت والتكنولوجيا”، يصرح زهير الخديسي للصحافة، في وقت سابق.. تخصصت هذه الشركة في تطوير البرامج والتطبيقات الهاتفية، كما قامت بتطوير منصات لبعث الرسائل الهاتفية خاصة بالمسابقات لفائدة الشركات الكبرى، إذ كانت الشركة صاحبة السبق في تطوير برنامج لبعث الرسائل الهاتفية الخاصة بالحسابات البنكية بزبناء مؤسسة مالية مغربية، إضافة إلى برامج التعريف الصوتي على المحمول، والتي تشتغل على “الدارجة” أيضا. وقامت الشركة بتطوير برامج “صحتك” و”تي في ديالي” و”باك ديالي” و”النقل ديالي”… واللائحة تطول.

كما أطلقت الشركة، مؤخرا، تحديا جديدا، يتمثل في تطوير برنامج للتراسل المشفر، أطلقت عليه اسم “كلام” على شاكلة برنامج “سيغنال” (signal)، وسط جدل عالمي حول الخصوصية في تطبيقات الدردشة الفورية.

التطور والنجاح الذي حققته الشركة، خصوصا في مجال الذكاء الاصطناعي، دفع مُؤسسها إلى تغيير اسمها من “ديالي” إلى “ديال تكنولوجي” (DIAL Technologie) قبل أن يقوم بمساعدة الشركات والمؤسسات الإفريقية، جنوب الصحراء، على استعمال التكنولوجيا الحديثة.. وتُوج هذا التقدم المتسارع على المستوى الدولي بفتح مكتبين جديدين في كل من دبي الإماراتية وكيرالا الهندية.

رواق شركة الخديسي بمعرض ببرشلونة الإسبانية

تميّزُ الشركة جعلها تكون في مقدمة المشاركين في المعارض الدولية الممثلة للمغرب، إذ مثل ابن مدينة حب الملوك المملكة في معرض “Vivatech 2019” في باريس ومعرض “CES” في لاس فيغاس الأمريكية. كما حصلت الشركة على العديد من الجوائز في المسابقات التي شاركت فيها على المستوى الدولي.

نشاط الخديسي لا حدود له، إذ يشارك في جميع الأنشطة المتعلقة بالتكنولوجيا والتطوير كمشرف أو عضو لجنة تحكيم في المسابقات الخاصة بشركات التطوير والبرمجة. كما يساهم بكيفية فعّالة في جمعية “Maroc Numeric Cluster”، التي تجمع القطاعين العام والخاص والشركات الكبرى وأساتذة التعليم العالي والباحثين.

كفاءة “الصفريوي” ظهرت بشكل جلي، أيضا، خلال “جائحة كورونا” حيث كان من السباقين، على المستوى الوطني، على تشجيع العمل عن بعد، حيث واكب رفقة شركته، خلال فترة “الحجر الصحي”، العديد من المؤسسات والأفراد في استعمال التقنيات الحديثة والبرامج المعلوماتية.

زهير الخديسي خلال استضافته في برنامج “أسئلة كورونا” رفقة الراحل صلاح الدين الغماري