إيطو زقا .. قصة نجاح أول مستفيدة من برنامج “دار الصانعة” بعين اللوح

لا يوازي شغف إيطو زقا بالكلام الموزون المقفى سوى عشقها للعمل التعاوني التطوعي الذي انخرطت فيه بكل حب وإخلاص، فاستطاعت بذلك أن تكون أول امرأة بالجماعة القروية عين اللوح تستفيد من برنامج “دار الصانعة” الذي تمنحه الوزارة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي.

تقول السيدة إيطو زقا، في هذا الصدد، “لقد بدأنا العمل في منازلنا، حيث قمنا بحياكة الزرابي والخيم. بعد ذلك، و في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حصلنا على مقر في مدينة عين اللوح قمنا فيه بتجميع أنشطتنا في إطار تعاونية أطلقنا عليها اسم “تعاونية بوحرش للخيم و الزرابي”، نسبة إلى قرية بوحرش التي تنحدر منها بالجماعة القروية عين اللوح.

وأضافت، في بوح للبوابة الأمازيغية لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن ثمانية فتيات تشتغلن في التعاونية في إطار التدرج، كما أن التعاونية تضم حوالي ثمانية عشرة امرأة تشتغل في مجال حياكة الزرابي و الخيم.

وتشير السيدة إيطو زقا، بقلب رحب وابتسامة لا تفارق محياها، أن ولعها بالنسيج يعود لانحدارها من أسرة كانت تعمل في المجال. “منذ نعومة أظافري، كنت أعمل بالنسيج، ثم جاءت الفكرة في تكون تعاونية من أجل تثمين هذه المنتوجات والاستفادة أكثر”، تضيف السيدة زقا.

“و نظير عملنا المتواصل، تم الإتصال بنا لعرض منتوجاتنا في المعارض في أوروبا وعلى الخصوص مدن تولوز و نيم و باريس، حيث لاقت منتوجاتنا اقبالا واهتماما كبيرين”، تقول السيدة زقا، معتبرة نفسها محظوظة بالاشتغال في مجال تشتغل في إطاره تعاونيات قليلة جدا كنسج الخيم.

وبعد أن استعرضت بعض المشاكل التي تعاني منها منتوجاتها في ما يهم التسويق، و خصوصا جراء جائحة كورونا الذي زاد في الطين بلة، حيث “أقفلت الطرقات و انعدمت المعارض”، أكدت أن تعاونيتها شاركت رغم ذلك في العديد من المعارض في مراكش و مكناس و إفران و مناطق متعددة من المغرب.

وأكدت رئيسة تعاونية الخيم و الزرابي، المزدادة في 1974، أن عمل تعاونيتها يهدف إلى إحياء تراث نسج الزرابي و الخيم و تكوين فتيات قادرات على حمل مشعل هذه الصنعة الأصيلة.

ودعت هذه السيدة التي تعمل دون كلل و لا ممل إلى التعريف بصنعة الزرابي و الخيم و الترويج لها، و إلى ضرورة إعطاء الأهمية من طرف المسؤولين و عامة الناس لمنتوجات تعاونيتها لأنها مصدر رزق عدد من النساء.

وأعربت عن متمنياتها في الرقي بالمرأة القروية و التمكين الاقتصادي لها و نيل حقوقها في التنمية، إذ “بدون مشاركة النساء، لن تكون هناك أي تنمية حقيقية في البلاد”، تقول السيدة زقا.

من جهة أخرى، عبرت العاملات في تعاونية بوحرش للخيم و الزرابي عن تثمينهن لهذه المبادرة التعاونية التي مكنتهن من تحقيق الإستقلالية المادية التي هن في أمس الحاجة إليها، و اعتبرن التعاونية خطوة في الاتجاه الصحيح من أجل تحقيق تلك الغاية.

وهكذا، استطاعت السيدة إيطو زقا، على الرغم من أنها لم تنل حظها من الدراسة و التحصيل العلمي، أن تجعل من العمل التعاوني وسيلة لتحقيق ذاتها بفضل شخصيتها الفريدة و إرادتها الفولاذية.

(و م ع)