فضيحة الخسارة بـ”القلم” والاتهامات بـ”البيع”.. هذه تفاصيل شكاية “الواص” المثيرة إلى الجامعة وحكم سابق: “الفورفي من الدرجة الثانية وكنت سألعب المباراة”

لا حديث في الأوساط الرياضية بمدينة صفرو، وبين مشجعي نادي وداد صفرو لكرة القدم، سوى عن فضيحة “الخسارة” بالقلم أمام فريق شباب الريف الحسيمي، أول أمس السبت، بسبب رفض حكم اللقاء إجراء المباراة بدعوى تشابه أقمصة الناديين.
وفجر اعتبار شباب الريف الحسيمي فائزا بالمباراة، برسم الدورة 26 من بطولة القسم الثاني هواة، شطر الشمال الشرقي، وفقًا للقوانين المعتمدة من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بخصوص المخالفات التنظيمية، (فجر) غضب محبي “الواص” على الرئيس وإداريي النادي الصفريوي، معتبرين الواقعة سابقة في تاريخ الفريق وترجمة لحالة “العبث” التي يعيشها الفريق بعد تغيير ألوانه وشعاره وحجز حافلته الرسمية.
وفي السياق، أكد حكم سابق، في تصريح لجريدة “الديار”، أن قرار إجراء مباراة من دعمه، في حالة تشابه الأقمصة يبقى من اختصاص الحكم وسلطته التقديرية، وفي حالة اتخاذه قرار عدم إجراء المباراة، فإنه مطالب بتعليل القرار، وتعزيزه بصور “الأقمصة” و”السراويل” موضوع الجدل.
“شخصيا، وبعد اطلاعي على الأقمصة الخاصة بالفريقين على مواقع التواصل الاجتماعي، كنت سألعب المباراة”، يورد المتحدث نفسه، قبل أن يعيد التأكيد، في نفس الوقت، على أن السلطة التقديرية للحكم هي الفيصل في هذه الحالة.
وعن الإجراءات الواجب اتخاذها من طرف الفريق الخاسر بـ”القلم”، كشف الحكم السابق أن “الانسحاب” أو “الفورفي” في حالة الفريق الصفريوي هو من الدرجة الثانية، على عكس “الفورفي” من الدرجة الأولى، والمرتبط بعدم الحضور إلى الملعب أو التأخر، وبالتالي يمكن للمتضرر التماس إعادة المباراة، والطعن في قرار الحكم عبر تقديم ما يعزز موقفه.
“في حالة مباراة السبت، وجب على المسؤولين في الجامعة الحسم في الجدل القائم في أقرب الآجال، لأن مصير الفريقين (الصعود أو الهبوط) مرتبط بنقاط هذا اللقاء، ولأن البطولة في مراحلها الأخيرة”، يوضح مصدر جريدة “الديار”.
من جهته، أبرز حكم ممارس ثان، في تصريح لجريدة “الديار” أن الحكم اختار عدم اجراء المباراة لتفادي “المشاكل”، معتبرا أنه لو حدث طارئ خلال المباراة، فإن الحكم سيكون المسؤول الأول عنه، قبل أن يؤكد، هو الأخر، أنه لو كان متواجدا في المباراة المثيرة للجدل، وحسب الصور التي اطلع عليها، سيلعب المباراة دون تردد.
إلى ذلك، وجه الوداد الرياضي الصفريوي لكرة القدم شكاية، بتفاصيل خطيرة إلى رئيس اللجنة المركزية للتأديب للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
وورد في الشكاية، حصلت جريدة “الديار” على نسخة منها: “نتقدم إلى سيادتكم المحترمة بهذه المراسلة بخصوص ما عرفته المباراة التي جمعتنا بنادي شباب الريف الحسيمي بتاريخ 26 مارس 2025 بملعب ميمون العرصي بمدينة الحسيمة. نحيطكم علما أنه قبل بداية المباراة وأثناءها وبعد نهايتها، تعرض الطاقم الإداري والفني للفريق لاعتداءات لفظية وجسدية من طرف بعض أعضاء المكتب المسير لنادي شباب الريف الحسيمي. حيث تم الاعتداء على مساعد المدرب وضربه، إضافة إلى الاعتداء على إداريي الفريق، مع تهديد الطاقم بأنهم لن يغادروا الملعب إلا في حالة الخسارة بعبارات صريحة من قبيل: “والله ما تخرجو من هنا إلى منحرين”، وذلك بحضور مندوب المقابلة الذي حضر إلى الملعب على الساعة 12:30”.
وأضاف النادي الصفريوي أنه تم منعه من بث المباراة مباشرة عبر المصور الرسمي للفريق، وتم اعتراضه ومنعه من تصوير عملية الإحماء. قبل أن يوضح أنه فيما يخص الجانب التنظيمي، فقد سجل تأخرا في حضور طاقم التحكيم إلى الملعب، حيث لم يصل إلا قبل ساعة واحدة فقط وبالضبط 13:20 من انطلاق المباراة، مما أثر سلبا على ظروف التنظيم، كما تمت عرقلة عملية ملء ورقة المباراة وفق الإجراءات القانونية المعتادة، مضيفا أن فريق شباب الريف الحسيمي تأخر في جلب الزي الرسمي الذي كان سيخوض به المباراة، حيث لم يتم ذلك إلا حوالي الساعة 13:25، أي وقت قصير جدا قبل انطلاق المباراة. مشيرا إلى أن مندوب المباراة كان حاضرا بالملعب منذ وقت مبكر، وعاين جميع هذه الخروقات. غير أنه لم يقم بأي تدخل أو إجراء لتصحيح الوضع، مما ساهم بشكل غير مباشر في تفاقم الإشكال التنظيمي وعدم احترام مبدأ تكافؤ الفرص بين الفريقين.
وفيما يخص الأزياء الرسمية، فقد تفاجأ النادي الصفريوي بأن نادي شباب الريف الحسيمي أحضر أقمصة تحمل نفس ألوان فريق وداد صفرو (الأحمر والأبيض)، مما خلق ارتباكا واضحا، ورغم تنبيهه لهذا المشكل إلا أن الكاتب العام للفريق الخصم تعامل مع صاحب الشكاية بطريقة وصفتها الشكاية بغير الرياضية، واقترح عليه “بيع” المباراة مقابل التنازل.
“ورغم كل ذلك، اقترحنا على حكم المباراة أن نذهب فورا لاقتناء زي آخر مناسب، تفاديا لأي مشكل تنظيمي، غير أن الحكم رفض ذلك، مشددا على ضرورة توفر السروال القصير (الشورت) على أرقام وهو شرط زاد من تعقيد الموقف وعرقل إمكانية إيجاد حل سريع لتنظيم المباراة بشكل طبيعي”، تسترسل الشكاية.
وسجل فريق وداد صفرو بكل أسف أن حكم المباراة لم يمنحه المهلة القانونية (ربع ساعة على الأقل) لتغيير الأقمصة وجلب زي مغاير كما تنص عليه القوانين الجاري بها العمل. بل الأكثر من ذلك، صرح الحكم بالحرف: “الجوج غنصفر”، في إشارة إلى أنه سيعلن بداية المباراة في التوقيت المحدد دون تمكين الفريق من الوقت الكافي لتجاوز مشكل تشابه الأقمصة.
والأخطر من ذلك، تكشف الشكاية، أن نادي صفرو توصل بمعلومات مؤكدة تفيد بمحاولة بعض مسؤولي نادي شباب الريف الحسيمي التواصل مع بعض لاعبي الفريق من ضمنهم الحارس وبعض عناصر الدفاع بغرض تحفيزهم على التلاعب بنتيجة المباراة.
“ونؤكد لسيادتكم أن فريق وداد صفرو كان حاضرا بملعب ميمون العرصي منذ الساعة 12:00 زوالا. مستعدا لخوض المباراة وفق القوانين المعمول بها، مما يبرهن على احترامنا الكامل للبرنامج الزمني. كما نسجل أن مندوب المباراة، الذي ينتمي إلى مدينة الحسيمة، لم يتعامل مع الأحداث التي سبقت المباراة وأثناءها بالحياد المفروض فيه قانونا، حيث التزم الصمت أمام الخروقات التي وقعت داخل الملعب وخارجه، مما ساهم بشكل أو بآخر في تمكين الفريق المحلي من ظروف غير متكافئة على حساب فريق وداد صفرو. كما نحيطكم علما أن مدرب فريق شباب الريف الحسيمي السيد محمد الأشهابي، وعد طاقم فريق وداد صفرو بتغيير زي فريقه إلى الزي الرسمي الأزرق والأبيض المعتمد لديهم سابقا)، مما دفعنا إلى انتظارهم في نية حسنة بغية تسوية المشكل وديا. غير أنه مع اقتراب توقيت انطلاق المباراة الساعة 14:00) تراجع عن وعوده ورفض تغيير الأقمصة، مما ساهم بشكل متعمد في تعقيد الأمور وفرض الأمر الواقع، رغم أن فريق وداد صفرو أبدى كل حسن نية لحل المشكل”، يضيف المصدر.
لكل ما سبق، طالب الوداد الرياضي الصفريوي رئيس اللجنة المركزية للتأديب بفتح تحقيق عاجل ومستعجل حول هذه الخروقات الخطيرة التي مست بشكل واضح مبدأ تكافؤ الفرص ونزاهة المنافسة الرياضية، مؤكدا توفره على دلائل مادية تدعم ما ذكر تشمل تسجيلات صوتية ومقاطع فيديو موثقة، مبديا استعداده لتقديمها للجنة المختصة متى طلب منه ذلك.