لإنقاذ آلاف الهكتارات من “العطش”.. فلاحو دائرة المنزل يحتجون و”L’ONEP” و”السلطة” في قفص الاتهام

“تعددت احتجاجات الفلاحين بدائرة المنزل، لتتعدد معها “الوعود الكاذبة” ولا حل في الأفق لـ”عطش” ضيعاتنا وأشجارنا”.. هكذا لخص محتجون معاناتهم في تصريحات لجريدة “الديار”.

ونظم فلاحو منطقة أولاد امكودو وإغزان والزاوية، أمس الأربعاء، وقفة احتجاجية أخرى أمام مقر دائرة المنزل، بإقليم صفرو، للمطالبة بمنحهم التراخيص القانوينة لتعميق آبارهم وكنسها، لإنقاذ رزقهم ورزق أبنائهم، بعد الاستنزاف الذي عرفته الفرشة المائية في المنطقة.

وأجمع المحتجون على اتهام المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (قطاع الماء) وتحميلها مسؤولية “هلاك” 3600 هكتار من الأشجار المثمرة، بسبب “التحفظ” الذي تقدم به لإدارة حوض ماء سبو بفاس، والذي يقضي بعدم منح أي تراخيص في المنطقة.

وأشار الفلاحون، في هذا السياق، أن L’ONEP” سبق أن منعت حفر أو تعميق الآبار على طول 6 كيلومتر من ثقوبها المائية، قبل ان تتحول إلى كيلومترين، مشددين على أنها حفرت بئرا في المنطقة بعمق 380 مترا، ظل مغلقا ولا يتم استغلاله، بالإضافة إلى بئر آخر بعمق 260 مترا.

وتابعت المصادر أنه سبق أن تم إخبارهم في وقت سابق بمدة 17 شهرا كحد أقصى لإيجاد حل نهائي لمعاناتهم، بدعوى التوصل بـ”تحاليل”، دون أن يظهر أثر لأي “نتائج”.

المثير، يزيد المحتجون، أن هناك من يقوم بحفر الآبار في نفس المنطقة، موضحين أنهم ليس ضد الفلاح، وإنما ضد التمييز والمحسوبية والزبونية، مبرزين انه سبق أن تمت معاينة حفر بئر بواسطة عون قضائي في أفق التوجه إلى المحكمة الادارية.

“السلطة” أيضا تتحمل قسطا وافرا من المسؤولية بـ”دعمها” لـ”شركة” تبيع الماء للمواطنين وتحقق أرباحا على حساب القوت اليومي للفلاحين الصغار بالإضافة لأزيد من 5000 عامل”، يوضح أبناء المنطقة الذين سارعوا لإسماع صوتهم عبر جريدة “الديار”.

وأضافت المصادر أن معاناتهم انطلقت قبل 5 سنوات، مع استمرار سنوات الجفاف الذي تعرفه المملكة وفوضى استنزاف المياه الجوفية من طرف من وصفتهم بـ”الحيتان” الكبيرة في المنطقة، دون حسيب أو رقيب، ما تسبب في خسائر جسيمة لأكثر من 45 في المائة من الضيعات بمنطقة أولاد مكودو وإغزران والزاوية.

“حتى الشركات الكبرى، والتي تشغل عددا مهما من اليد العاملة، لم تسلم هي الأخرى، حيث هناك حديث عن استعداد بعضها لحزم حقائبها ومغادرة المنطقة”، يوضح الغاضبون، مؤكدين أن السلم الاجتماعي في المنطقة مهدد بالانفجار.

وعن نتائج الحوار مع المسؤولين أمس الأربعاء، أفادت مصادر من المحتجين بأنه تم الاتفاق على عقد لقاء بمقر عمال إقليم صفرو في الأيام القليلة المقبلة، حيث سيتم توجيه الدعوة لمسؤولي المكتب الوطني للماء الصالح للشرب وحوض سبو.