طالبة: “انتصار هزيل لا طعم له سوى الضعف والخذلان”.. “حراك” طلبة الطب ينتهي على وقع “التفرقة” و”التخوين”؟
أعلنت مؤسسة “وسيط المملكة”، اليوم الجمعة، عن نجاح مبادرة التسوية التي قادتها بين الإدارة وطلبة كليات الطب والصيدلة، باعتبارها مؤسسة دستورية وطنية مستقلة لضمان تواصل مؤسساتي فعال.
وقالت في بلاغ، توصلت جريدة “الديار” أن التسوية ترتب عنها عودة الطلبة المعنيين إلى مدرجاتهم وتداريبهم السريرية الميدانية، ووضع حد لكل الأشكال الاحتجاجية المتخذة منذ ما يناهز إحدى عشر (11) شهرا، والتي بلغت حد المقاطعة التامة للدروس والامتحانات.
وفي السياق، أكدت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان عن توقيع تم محضر تسوية مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية، تحت إشراف وسيط المملكة.
وأشار المصدر إلى أن هذا القرار جاء بعد يوم ديموقراطي شهدته كليات الطب والصيدلة، بمدرجات غفيرة وحضور طلابي كثيف لأداء الواجب بصناديق الاقتراع بخصوص المقترح المطروح وبعدها التصويت على تعليق الاضراب المفتوح.
وسجل اللجنة أن التسوية عرفت استجابة لأغلبية مطالب طلبة الطب التي تضمنها ملفهم المطلبي الذي حركهم منذ 16 دجنبر 2023 للدخول في اضراب مفتوح وتسطير حراك طلابي هو الأطول في التاريخ عالميا، حراك شهد عدة محطات وعواصف وقف أمامها الطلبة وقفة رجل واحد؛ من طرد وتوقيف وشكايات وجلسات استماع بمخافر الشرطة ومثول أمام القضاء.
يشار إلى أن التسوية التي وقع عليها ممثلو الطلبة تستثني طلبة السنة الأولى (فوج 2023-2024)من “المحرك” الرئيسي لـ”الغضب” في كليات الطب، حيث تنص على أن طلبة السنة الأولى سيدرسون 5 سنوات، مع تخصيص السنة السادسة للتداريب فقط، على عكس باقي الطلبة الذين سيتابعون دراستهم في 5 سنوات، مع استفادتهم من التداريب في السنة السادسة والسابعة، تشرح المصادر.
هذه “التفرقة” بين الطلبة الذين انخرطوا جميعا في الاحتجاج على تخصيص 6 سنوات فقط للتكوين، أججت نار الغضب لدى طلبة السنة الأولى وأوليائهم مما وصفوه بتعرضهم لـ”الخيانة” من طرف زملائهم.
“المثير، تضيف المصادر، تم تقديم مقترح “التفرقة” للتصويت، وتم رفضه بنسب مهمة في أغلب الكليات على صعيد المملكة”، تورد مصادرنا، ليتم اللجوء إلى التصويت الإلكتروني بغرض التحايل على نتائج التصويت، معتبرة أن طلبة السنة الأولى تمت التضحية بهم في ظروف مريبة.
“لماذا هذه التفرقة؟، ولماذا لم يستفد طلية السنة الأولى من 7 سنوات؟”، أسئلة تطرح نفسها بشدة، في الوقت الذي تعرف فيه كليات الطب حالة من “التذمر” و”التنمر” بين زملاء الأمس في “النضال”، وسط اتهامات بـ”الخيانة” والبحث عن المصلحة الخاصة، والتي تفاقمت بعد مظاهر الاحتفالات التي روجها بعض الطلبة، والتي اعتبرت “مستفزة.
طالبة في السنة الثانية، وفي تضامن منها مع زملائها طلبة السنة الأولى، توجهت بالتهنئة إلى بعض الطلبة على “انتصارهم الهزيل”، الذي لا طعم له سوى الخذلان والضعف، وفق تعبيرها.
وأضافت في منشور قوي، نتوفر على نسخة منه: “انتصار كان نتيجة مساومات رخيصة قمتم بها على حساب جهد زملائكم الأصغر سنا والأقل تجربة، لكن ربما الأكثر نضجا.
وتابعت في الرسالة نفسها: “أحد عشر شهرا من العمل والنضال، من الأحلام والتضحيات، كنا نطمح أن تنتهي بالفرحة والاحتفال بتحقيق مطالب ربما لم تستحق كل هذا العناء. كنا نأمل أن نقطف ثمار كفاحنا الجماعي بشرف، ولكنكم وأدتم تلك الفرحة، وقتلتم روح النضال التي بنيت على أسس القيم والمبادئ. اقتربتم من النصر، لكنكم استسلمتم، وألقيتم بكل شيء في مقابر الانانية”.