أزمة “العطش” بامطرناغة.. مياة ملوثة في “السقايات” ومستشار “يفضح” الرئيس؟
أثار اجتماع “طارئ” للمجلس الجماعي، ليلة يوم الاثنين 24 يونيو الماضي، جدلا كبيرا بين المنتخبين وساكنة جماعة امطرناغة.
وأعلن محمد لكسير، رئيس المجلس الجماعي لامطرناغة عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عن عقد اجتماع على الساعة التاسعة مساء بالمقر الإداري للجماعة في إطار متابعة مشاكل الانقطاعات المتكررة للماء الصالح للشرب.
وفي رد قوي على الرئيس، قرر محمد زغمور، عضو الجماعة، الحديث عما وصفه بالحدث الضخم “إعلاميا”، والصغير “نتيجة”، مشيرا إلى الاجتماع “الطارئ” لمجلس امطرناغة في التاسعة ليلا، والذي يحيل على أنه سيخرج بقرارات وإجراءات مستعجلة لحل المشكل القائم حاليا، والمتعلق بالنقص في تزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب.
وأضاف زغمور إن الحديث عن اجتماع طارئ في التاسعة ليلا، يعني أن صباح الغد سيتم تفعيل القرارات وسيشرع المجلس في التخفيف من معاناة المواطنين، وهو ما لم يحدث لحد كتابة هذا المقال، وفق تعبيره.
“مجلس جماعة امطرناغة يتكون من 16 عضوا، انتخب ديموقراطيا، لكنه ومجموعة من المستشارين، منهم 5 مستشارين عن “القصبة”، لم يتوصلوا باستدعاء لحضور هذا الاجتماع الطارئ”، يورد المتحدث نفسه في تسجيل حصلت جريدة “الديار” على نسخة منه، مبرزا أنه لم يعلم شيئا عنه سوى عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.
وسجل زغمور أن العبرة بالنتائج، في تعقيب على حديث الرئيس ومقربيه عن الإجراءات والاتفاقيات بعد الاجتماع “الليلي”، موضحا أن المواطن على علم مسبق بها، مؤكدا أن ما جاء في “تدوينة” الرئيس لن يحل المشكل.
وعن إصلاح “السقايات”، التي يروج لها لكسير، تساءل زغمور عن نوع الإصلاح الذي يتحدث عنه الرئيس متسائلا بسخرية: “نديروهم بالفايونص مثلا؟”، قبل أن يوضح أن “السقايات” بها ماء على مدار 24 ساعة، والمشكل المطروح هو تلوث مياهها، كما هو مثبت في خبرة مندوبية الصحة، بعد إجراء تحليلات مخبرية قامت بها لعين كبير، وهو ما أشار إليه تقرير لمصالح العمالة، والذي يؤكد على أن مياه السقايات تستعمل للدواب فقط، “إلا إذا كان للرئيس لرأي آخر”، يستطرد.
وفي تعقيب على حديث الرئيس حول اقتناء “الصهاريج” لتزويد الساكنة في الحالات الطارئة، تساءل العضو الجماعي: “بالله عليك، أهناك حالة طارئة أكثر من هذه؟”، معتبرا أن الصهاريج البلاستيكية غير صالحة لتزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب، قبل أن يواجهه مباشرة: “ورينا حنة اديك.. وقولنا منين تعمر الصهاريج وفاش تهزهم وكفاش توزعهم؟”، مؤكدا أنه على الرئيس الإجابة عن هذه الأسئلة المشروعة.
وعاد زغمور إلى الاجتماع الطارئ في التاسعة ليلا، مؤكدا ان الرئيس تحدث عن بداية الاجتماع، ولم يتطرق إلى نهايته وإلى القرارات الجريئة التي تم الخروج بها، معتبرا ان الاجتماع كان محاولة من لكسير لذر الرماد على العيون، ومشددا على أن الجميع يعرف لماذا تم عقد اللقاء الطارئ ليلا، ويعلم كذلك لماذا لم يتم استدعاؤه وبعض المستشارين بينهم رئيس لجنة المرافق ونواب للرئيس، لهذا الاجتماع الطارئ مع التاسعة ليلا، تجنبا لمواجهته، وفق تعبيره.
“هناك إجراءات كان على الرئيس أن يقوم بها، ومنها تخصيص 26 مليون الخاصة بالمجلس الإقليمي من أجل حل مشكل المياه بدل صرفها في أمور يعرفها الرئيس”، يورد المصدر نفسه، مضيفا أن “الرئيس وبدل السهر على تنقية أحد الآبار، بعد استشارة أحد الخبراء الأجانب، اختار اقتناء 8 “صهاريج” بمبلغ 47 ألف درهم، لا أحد يعرف مصيرها”.
“وبالحديث عن الصهاريج، أشار عضو المجلس الجماعي عن حزب الأصالة والمعاصرة، إلى استعمال إحداها في سقي “الخروب” من مياه بئر الجماعة”، مشيرا إلى تدوينات عديدة تحدثت عن هذه الواقعة.
ولم يفت زغمور الإشارة إلى احتجاجات دواوير “أولاد عمير” و”أولاد سحنون” و”امطرناغة السفلية”، في سياق حديث الرئيس عن الاجتماع الطارئ، حيث أشار إلى بعض السلوكيات التي اغضبت المحتجين، حسب روايتهم.
إلى ذلك أجمعت تعاليق المتابعين بامطرناغة على “بلاغ” الرئيس حول الاجتماع الطارئ على الساعة التاسعة ليلا على انتقاد سياسته، نتوفر على نسخة منها، بلغت حد مطالبته بالاستقالة.