مستعجلات المستشفى الإقليمي بصفرو بعيون رضا أحمد الشريف

يعتبر المركز الاستشفائي الاقليمي محمد الخامس بصفرو المستوى الاخير إقليميا والأول جهويا داخل سلسلة العرض الصحي حيث يتوفر على نظام التسيير الذاتي “SEGMA” ويعتمد بشكل كبير على مداخيله المالية بالإضافة إلى دعم الدولة قصد تطوير وضمان استمرار الخدمات الصحية. يتوفر المركز الاستشفائي الاقليمي على مجموعة من الخدمات الصحية كالاستشارات الطبية الاختصاصية والعامة, الفحص بالأشعة والصدى, التحاليل الطبية, الترويض الفيزيائي, العمليات الجراحية، والاستشفاء في العديد من التخصصات, …, حيت كان المركز يتوفر في وقت ليس ببعيد على قرابة 111 سريرا ليصبح حاليا ب 99 سرير فقط مما يتسبب في العديد من الاوقات بإرجاع المرضى طالبي الاستشفاء خصوصا بمصلحة الطب العام و مصلحة الأم والطفل (قسم الاطفال) .
إن أغلب الخدمات الصحية داخل المستشفى يتم الأداء عليها سواء نقدا أو عن طريق بطاقة الرميد أو التغطية الصحية مع توفر شروط محددة, حيث أن الاستشارات الطبية العامة بدورها من المفترض الأداء عليها ( 40 درهم) داخل المستعجلات طبقا للقوانين المؤطرة لذالك.
كما أن مصلحة المستعجلات تعتبر مرآة العرض الصحي بالاقليم ويتم من خلالها تقييم جودة الخدمات ككل, إلا أن هذه المصلحة تعرف مشاكل عديدة وتبقى محط انتقادات متكررة من قبل الساكنة, لدى تطلب منا كمكتب نقابي تحليل مجموعة من المعطيات والوقائع لنجد بأن المسؤولية مشتركة بين العديد من المتدخلين وعلى رأسهم مسؤولي القطاع الصحي بالاقليم.
فمن خلال تسميتها تبقى هذه المصلحة مخصصة لاستقبال الحالات الخطيرة والمستعجلة ( حوادث السير وغيرها, المساعدة على التنفس بالاكسجبن, حالات العناية المركزة… ) والتي تتطلب تدخل طبي وتمريضي بجودة ودقة عالية قصد انقاذ الأرواح والمساعدة على تخفيف الآلام, لكن للأسف فمصلحة المستعجلات بإقليم صفرو تستقبل أزيد من 400 حالة يوميا أغلبها (تقريبا 95 ٪ ) لا تستدعي حتى حضورها الى المستعجلات ويمكن علاجها فقط على مستوى المراكز الصحية الموزعة على تراب الإقليم.
إن عدم احترام التسلسل العلاجي يأثر سلبا على مصلحة المستعجلات من خلال استهلاك مواردها بالاضافة الى استنزاف الجهد والطاقة لدى الطاقم الطبي والتمريضي وكذلك أعوان الحراسة والنظافة الشيء الذي قد ينتج عنه بعض التصرفات الانفعالية والغير المقصودة والمبررة في بعض الاحيان من أحد الاطر الصحية أو أعون الحراسة و النظافة.
إن المصلحة المذكورة كبناية لا تحترم المعاير المتعارف عليها من خلال فرز المسارات والمرضى حسب الحالات بل وحتى عدم توفرها على منصة تقنية متكاملة بما فيها العناية المركزة والإسعافات الأولية الدقيقة خصوصا خارج أوقات العمل العادية ونهاية الأسبوع الشيء الذي ساهم في استمرار مسلسل “صيفطوه لفاس” وخلال مدة التنقل قد نشهد فقدان الأرواح أو الإصابة بمضاعفات خطيرة قد تستمر المعاناة بسببها الى اليوم.
فرغم كل ما سبق إلا أن العمل الجبار والكبير الذي تقدمه الاطر العاملة بهذه المصلحة لا يمكن إلا أن ننوه به ونقدم لهم أزكى عبارات التقدير والاحترام ونطالب الجهات المسؤولة وعلى رأسهم إدارة المركز الإستشفائي الإقليمي محمد الخامس بالتدخل العاجل قصد إنصاف هذه الفئة وتمتيعها بظروف العمل الكريم والقانوني عبر إعادة الهيكلة وتسطير المسارات العلاجية بالاضافة الى تمتيع هذه الأطر من التكوين المستمر والتجهيزات الضرورية والحديثة قصد تمكينهم من أداء واجبهم المهني بكل أريحية وتجنيب تعرضهم الاحتكاك مع الساكنة في مشاكل لا يتحملون مسؤوليتها.
” وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ” صدق الله العظيم.

ترقبوا الحلقة القادمة لكشف النقاب على مصلحة الام والطفل (قسم الولادة).

يتبع..

تعبر المقالات المنشورة في منتدى الديارعن رأي أصحابها، ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر الجريدة