“تعليمات” و”فيتو” ضد ياسر جوهر كبديل للبوصيري في المكتب المسير.. هل تحول “تحالف” جماعة فاس إلى “أضحوكة”؟

قرر المجلس الجماعي لمدينة فاس، اليوم الأربعاء 7 فبراير، تأجيل النقطة الثالثة من جدول أعمال الدورة العادية والمتعلقة بـ”انتخاب النائب العاشر لرئيس جماعة فاس”، بعد طلب “مثير” للجدل لفريق الأصالة والمعارضة، إلى 17 فبراير القادم.

وعرفت الجلسة نقاشا حادا حول تأجيل هذه النقطة، في خروج عن بيان المنسقين الإقليميين لأحزاب التحالف الرباعي المسير لجماعة فاس، حولت دورة المجلس إلى “مسرحية هزلية”، أثارت حنق أعضاء من الأغلبية قبل المعارضة.

لكن، ما هي أسباب خرجة فريق “البام” ورفضها ترشيح الاتحادي ياسر جوهر؟ وماذا جرى في مكتب الرئيس بعد رفع الجلسة؟

مصادر جريدة “الديار”، وفي روايتها لتفاصيل “المهزلة السياسية الجديدة”، حسب وصفها، قالت إن أعضاء المجلس صدموا بكلمة ألقاها عبد الواحد العواجي، نائب الرئيس عن حزب الاصالة والمعاصرة، مباشرة بعد استعراض العمدة عبد السلام البقالي للأعمال التي قام بها في إطار الصلاحيات المخولة له (النقطة الأولى).

وطالب العواجي من المجلس، في إطار “نقطة نظام” باسم فريق “البام”، تأجيل انتخاب نائب لرئيس جماعة فاس، بعد عزل الاتحادي عبد القادر البوصيري، معلنا عن رفض ترشيح رئيس مقاطعة للمنصب الشاغر في المكتب المسير، في إشارة إلى رفض ترشيح ياسر جوهر، رئيس مجلس مقاطعة فاس المدينة عن حزب الاتحاد الاشتراكي.

وأشار نائب الرئيس، في الكلمة نفسها، إلى رفض أحد مكونات التحالف، التصويت على الميزانية وخروجه في بيانات ضد المجلس الجماعي لفاس، في تلميح ثان إلى حزب “الوردة”.

“عبد السلام البقالي، وفي محاولة منه لتطويق الأزمة، سارع إلى اقتراح تأجيل النقطة إلى موعد لاحق، تورد مصادرنا، قبل أن يتدخل ياسر جوهر، رئيس الفريق الاشتراكي بالمجلس، في تعقيب دافع فيه عن قرار اختيار مرشح حزبه إلى منصب نائب الرئيس، متحدثا عن غياب أي نص قانوني يمنع رئيس مقاطعة من شغل منصب نائب عمدة”.

وزاد جوهر، في السياق ذاته، أن بيان فريق الاتحاد الاشتراكي جاء في سياق دق ناقوس الخطر، بعد تناسل فضائح الفساد في المجالس والمقاطعات المنتخبة بفاس.

محاولة العمدة البقالي احتواء الموقف، عبر الدعوة إلى التصويت على تأجيل نقطة انتخاب نائب الرئيس، اصطدمت باستنكار واحتجاج مستشارين من الأغلبية والمعارضة، التي أجمعت على ضرورة تطبيق القانون واحترام جدول الأعمال، معتبرة أن “الجدل العقيم” يسيء إلى صورة المجلس والمدينة في آن واحد، وهو ما جعل العمدة يطالب بوقف “البث المباشر” لأشغال دورة المجلس على الصفحة الرسمية لجماعة فاس، قبل أن يدعو مستشاري الأغلبية إلى اجتماع في مكتبه، حيث رفع الجلسة لنصف ساعة تقريبا.

وأوردت مصادر جريدة “الديار” المطلعة أن العمدة البقالي حاول تقريب وجهات النظر، عبر الحديث عن مصلحة فاس وأهمية النقاط المدرجة في جدول أعمال الدورة، والتي سيكون لها أثر على ساكنة المدنية، محذرا، كذلك، من منح الفرصة للمعارضة، وخصوصا العدالة والتنمية من أجل الركوب على “الخلاف”.

وتابعت أن جواد شفيق، الكاتب الإقليمي لـ”الوردة”، شدد على أن اختيار النائب المرشح لتعويض البوصيري، شأن داخلي للحزب وأنه تم بطريقة ديموقراطية، مؤكدا على أن التحالف ملزم باحترام هذا القرار والتصويت لصالحه احتراما للتحالف. نفس الرأي عبر عنه الاتحادي العربي الطهار، الذي أبرز أن قرار اختيار جوهر يهم البيت الداخلي للاتحاد.

“الصدمة ستأتي على لسان محمد محبوب، عن فريق الأصالة والمعاصرة، الذي فجر مفاجأة من العيار الثقيل، عندما اعترف بأنهم لن يصوتوا لياسر جوهر” تسترسل المصادر نفسها.

لماذا هذا “الفيتو” ضد جوهر تحديدا؟ لأن أعضاء فريق “البام” لديهم “تعليمات”، يستطرد محبوب، وفق مصادر جريدة “الديار”، التي حضرت الاجتماع بمكتب الرئيس.

المثير، حسب مستشاري الأغلبية الحاضرين لاجتماع محاولة احتواء أزمة “انتخاب نائب الرئيس”، هو الصمت المطبق لمحمد السليماني، المنسق الإقليمي للأصالة والمعاصرة، والموقع على بيان منسقي أحزاب التحالف المسير لجماعة فاس، الذي ينص في النقطة الثالثة على “دعمهم لمرشح الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لشغل منصب النائب العاشر بمكتب المجلس الجماعي لفاس”.

وفي السياق ذاته، كشفت مصادر جريدة “الديار” التي رفضت الكشف عن هويتها، أن أعضاء فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس المدينة توصلوا، أمس الثلاثاء برسائل تحثهم على الالتزام بالتصويت على المرشح الاتحادي واحترام قرارات الحزب، تفاديا لأي “خروج عن النص”، وفق تعبيرها.