ما هي حدود مسؤولية “سونارجيس” في فضيحة الكهرباء؟.. الجامعة تقرر “إغلاق” المركب الرياضي لفاس والداخلية تستدعي مديرة “لاراديف” للتحقيق

تطورات متسارعة يعرفها حادث انقطاع التيار الكهربائي عن المركب الرياضي بفاس، ليلة أمس الخميس، بينما كانت تجري مقابلة ودية بين المنتخب المغربي الأولمبي والمنتخب البرازيلي.
مصادر قالت إن الجامعة الملكية لكرة القدم حسمت في شأن إغلاق المركب بشكل مؤقت. وقررت اعتماد قرار الإغلاق الكلي لمرافقه نهاية الشهر الجاري. لكن المصادر أوردت أن الانقطاع الكهربائي سرع من وتيرة أجندة الإغلاق، والذي كان أصلا مبرمجا لأن المركب أدرج ضمن لائحة الملاعب التي تحتضن في سنة 2025 البطولة الأفريقية.
وإلى جانب ذلك، قررت الجامعة إيفاد لجنة للمعاينة إلى فضاء المركب، وذلك بغرض إنجاز تقرير مفصل من شأنه أن يسلط الضوء على ملابسات فضيحة انقطاع التيار الكهربائي، خاصة في ظل اتهامات موجهة لـ”سونارجيس”، الشركة المكلفة بإنجاز وتدبير المنشآت الرياضية.
وكانت هذه الشركة هي التي تقف وراء برنامج إصلاح سابق استفاد منه المركب بعد إغلاق مؤقت لمختلف مرافقه. لكن سنوات قليلة فقط، ظهر أن هذه الإصلاحات كانت “سطحية” فقط. فقد تدهورت أرضية المركب، وتضررت جدرانه، وأبوابه. كما أن تجهيزاته أصبحت معطوبة، ومنها الشاشة الإلكترونية. وكانت الكارثة هي الانقطاع الكهربائي لمدة وصلت إلى 15 دقيقة في الشوط الثاني من مباراة حظيت بمتابعة كبيرة، وانتهت بانتصار الفريق الوطني.
ومن جهة أخرى، أوردت المصادر نفسها أن مصالح وزارة الداخلية استدعت على عجل اليوم الجمعة، مديرة وكالة توزيع الماء والكهرباء، وذلك بغرض الإستماع إلى إفاداتها بخصوص هذه القضية والتي ظهر، من خلال المعطيات الأولية، بأن عطبا تقنيا هو الذي يقف وراء هذا الانقطاع المفاجئ.
ما هي حدود المسؤوليات بين كل من شركة “سونارجيس” ووكالة توزيع الماء والكهرباء في هذه الكارثة؟ هذا هو السؤال الجوهري الذي تدور حوله تحقيقات كل من الجامعة الملكية لكرة القدم ومصالح وزارة الداخلية، في سياق تتجه فيه كل المعطيات إلى تحميل المسؤولية لـّ”سونارجيس”، خاصة وأن الإصلاحات التي سبق لها أن باشرتها لم تشمل الإنارة ولا خيوط الكهرباء. كما أنها لم تشمل المولد الكهربائي الاحتياطي والذي كان من المفترض أن يشكل طالبديل” لتجاوز آني لأي عطب في الربط بالكهربائي.
إلى أي مدى ستنتهي فيه هذه التحقيقات؟ وهل سترافقها إجراءات للمساءلة والمحاسبة؟ الفعاليات المتتبعة لكرة القدم تطالب بالكشف عن كل المعطيات المرتبطة بهذه القضية، ووكالة توزيع الماء والكهرباء، طبقا للمصادر، يرتقب أن تخرج بتوضيحات رسمية، في انتظار توضيحات مماثلة من جهة كل الفاعلين المعنيين بهذه الكارثة.