“سقطة” لوكالة المغربي العربي للأنباء؟.. “قصاصة إشهارية” لمنتجع بفاس بعد فاجعة غرق طفلة في مسبحه

هل تورطت وكالة المغرب العربي للأنباء في الانخراط في حملة “إشهارية” لمسبح “الجوهرة الخضراء” بفاس والذي شهد في الآونة الأخيرة الحادث المفجع لغرق طفلة؟ التساؤل طرحته فعاليات محلية بمناسبة تعميم الوكالة التي تمول من جيوب دافعي الضرائب لقصاصة السبت الماضي، حول “المسابح والمركبات السياحية.. وجهة الفاسيين المفضلة في ظل ارتفاع درجات الحرارة”، واختارت تصريحات مسير المنتجع، دون غيره من المنتجعات الخاصة بالمدينة.

القصاصة التي اجتهدت في أن تكون مهنية، قدمت تصريحات أخرى لمسؤولين جماعيين، حول إقبال الساكنة على المسابح والمركبات والمنتجعات السياحية، حسب تعبيرها، “للاستمتاع والانتعاش والترويح عن النفس”. مع أن فئات واسعة من ساكنة الأحياء الهامشية في المدينة لها وجهات أخرى لم تدرج ضمن هذه القصاصة، وهي النافورات والوديان الملوثة التي تشكل خطرا بأوحالها وحشراتها على المرتادين.

الأسر بحسب هذه القصاصة “تختار بعناية فائقة” فضاءات الاستجمام التي تتوفر فيها شروط الراحة الضرورية وتضم المرافق والمستلزمات التي تلبي احتياجاتها وتطلعاتها من مسابح متنوعة تحترم معايير الجودة والنظافة المعمول بها، وفضاءات الألعاب والترفيه الخاصة بالأطفال، وغيرها من المرافق الضرورية من أجل قضاء أوقات رائعة وحميمية. ورغم أنها لا تشير إلى ذلك بشكل مباشر، إلا أن نشر تصريح مسيره، وحده دون غيره، يوحي بأن منتجع الجوهرة الخضراء يتصدر المسابح والمركبات الخاصة التي تختارها الساكنة بـ”عناية فائقة”، حسب عبارات كاتب القصاصة.

القصاصة تحدثت عن المسابح البلدية دون الإشارة إلى أنه جرى فتحها بشكل متأخر، وتم اعتماد معايير الزبونية والاستغلال الانتخابي في توزيع تذاكر بعضها، ما أثار غضب عدد من النشطاء الجمعويين خاصة بمنطقة زواغة.

وبعد تصريح لنائبة رئيس جماعة فاس المكلفة بالشؤون الثقافية والاجتماعية والرياضية، حكيمة الحطري، حول المسابح البلدية، “سقطت طائرة” الوكالة في “حديقة” منتجع “الجوهرة الخضراء”. وجاء في هذه “الدعاية” أن هذا المنتجع يعد من “الفضاءات الأخرى التي تعرف توافدا كبيرا للأسر من مدينة فاس والمدن والمناطق المجاورة”، مضيفة بأنه  “يقترح على مرتاديه من مختلف الفئات العمرية باقة متنوعة من الخدمات، ومسابح وفضاءات للاستجمام بجودة عالية.”

“الدعاية” لم تقف عند هذا الحد، بل أوردت تصريحا لمدير هذا المنتجع السياحي قال فيه إن “هذا الفضاء يشهد توافدا كبيرا للزوار مع حلول فصل الصيف والارتفاع الشديد لدرجات الحرارة، التي تتجاوز أحيانا 40 درجة مائوية”.

وتابعت “الوصلة الإشهارية”، التي سوقت لعموم المنخرطين في خدمات الوكالة على أنها “تقرير صحفي”، بأنه و”من أجل تلبية رغبات وتطلعات الزبناء، تمت تهيئة وتطوير البنية التحتية للمنتجع لاستقبال الزبناء ومرتادي الفضاء في أحسن الظروف، وتلبية تطلعاتهم وانتظاراتهم.”

وزادت “القصاصة الإشهارية” بالقول إن هذا المرفق الترفيهي يتوفر على مسابح عديدة للصغار والكبار، ويضم فضاءات متنوعة توفر للزبناء خدمات الأكل والشرب، إضافة إلى فضاءات للألعاب خاصة بالأطفال.

ولم يقف “مرتكب” هذه القصاصة عند هذا الحد، فقد زاد من “الجرعة الإشهارية”، بالإشارة إلى أن “عددا من مرتادي هذا الفضاء السياحي، في تصريحات مماثلة، أن هذا المتنفس يتيح لزواره الترويح عن النفس والاستجمام في ظروف جيدة، لاسيما في ظل الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة في الآونة الأخيرة، بفضل الخدمات العديدة التي يوفرها والمرافق المتنوعة التي يتوفر عليها.

المصادر أكدت على أن الإدارة العامة مطالبة بأن تفتح تحقيقا داخليا في ملابسات نشر هذه القصاصة، بالتركيز الواضح على منتجع خاص نشرت حوله في سياق نشر هذه القصاصة عدد من “مواد” تلميع الواجهة في مجموعة من الصحف الإلكترونية المحلية، بالتزامن مع قضية غرق طفلة في مسبحه.

وتساءلت المصادر ذاتها على معايير انتقاء هذا المنتجع بالتحديد علما أن المدينة ونواحيها تحتضن منتجعات أخرى تبدو ربما أكثر استقبالا للزوار من فئة اجتماعية معينة، وتتوفر على تجهيزات وفضاءات لا تقل جودة عن منتجع هذه القصاصة التي يظهر أنها ركزت على المنتجع، ربما، لتحسين صورته بعد “الخدوش” التي لحقت “سمعته” مع غرق طفلة، أكثر من تقديم المعطيات الميدانية التي تخص المسابح بالمدينة ونواحيها، في تجاوز على ما يبدو للشعار المقدس للوكالة “الخبر مقدس والتعليق حر”، وفي عدم التزام بمعايير وقيم الكتابة الصحفية.