بوشاطب: الجماعة اقتنت سيارة بـ51 مليون وعجزت عن شراء “كاسحة” لطمر النفايات.. ساكنة بودرهم بصفرو تحتج ضد مطرح عشوائي يخنق الأنفاس وتدعوا الرئيس إلى قضاء ليلة معهم
حتى الضيوف الذين وفدوا على حي بودرهم بمدينة صفرو شاركوا، مساء اليوم الأربعاء، 12 يوليوز، في الوقفة الاحتجاجية الحاشدة التي نظمتها الساكنة للتنديد بحجم “الأضرار” التي تلحقهم نتيجة مطرح عشوائي بالقرب من الحي.
إحدى الضيفات من مدينة مكناس اللواتي شاركن في هذا الاحتجاج قالت لجريدة “الديار” إنها قررت بأن “ترحل” بسبب الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف التي تنبعث من هذا المطرح غير المراقب، مشددة على أنها قضت أسبوعا وسط الجحيم بسبب الروائح والدخان المنبعث رغم الإغلاق التام لجميع النوافذ والأبواب، لكن قبل ذلك قررت أن تشارك في الاحتجاج معلنة تضامنها مع الساكنة المتضررة.
أما المحتجون، فقد أعلنوا في هذه الوقفة، وهم يرفعون شعارات مناوئة للمجلس الجماعي، بأنهم سينخرطون في احتجاجات مفتوحة مطالبين بحضور رئيس المجلس لمعاينة الوضع الكارثي واتخاذ إجراءات ناجعة لتجاوز مخلفات هذا المطرح العشوائي الذي حول حياتهم إلى جحيم. بل الأدهى أنه أصبح يشكل خطرا حتى على الموتى في المقبرة المجاورة، بالنظر إلى أنه يجمع الكلاب الشاردة والتي تتسلل إلى المقبرة، وهو ما دفع عددا من الأسر إلى تسييج مقابر أهلها بسياج حديدي في مشاهد تعتبر أكبر إدانة للمجالس المتعاقبة، وللمجلس الحالي الذي قدم رئيسه الكثير من الوعود، قبل أن “يتورط” في شراء سيارة فارهة بقيمة 51 مليون سنتيم، دون أن يستطيع اقتناء كاسحة لطمر الأزبال، يقول حميد بوشاطب، ناشط جمعوي وحقوقي معروف وأحد سكان حي بودرهم.
ويعيش سكان الحي الجحيم بسبب الروائح الكريهة والتي تهدد بانتشار أمراض تنفسية. بينما تغزو الحشرات التي تقتات من المطرح العشوائي منازلهم بغزارة، وتهددهم بأمراض جلدية خطيرة. وفي ظل هذا الوضع، تضطر جل الأسر إلى إغلاق النوافذ بإحكام، وفي ظل موجة الحرارة المرتفعة، دون أن ينفع معهم ذلك في وقف تداعيات تسلل الروائح والحشرات، بينما يكتفي المجلس الجماعي بموقف المتفرج على هذه المشاهد، وهو يتحدث عن سياسة القرب وتقريب الخدمات الجماعية من المواطن، يورد المحتجون.
وقال المتضررون إنهم سيواصلون الاحتجاج بشكل يومي، إلى حين إيجاد حل نهائي لمعاناتهم، مستنكرين “اختفاء” الرئيس مقابل نزول السلطة إلى الميدان، رغم كونه المسؤول الأول عن الوضع حسب القانون التنظيمي الخاص بالجماعات الترابية، قبل أن تتم دعوته إلى قضاء ليلة واحدة فقط بينهم، حتى يعي حجم المعاناة التي يرزحون تحتها.