في إفطار جماعي.. البرلمانية الحجوبي تنشر صور “قاصرات” بدار للفتاة

المبادرة التي أقدمت عليها جمعية قافلة النور والتي تخص تنظيم فطور جماعي يوم الثلاثاء، 28 مارس الجاري، بدار الفتاة بمدينة فاس، تستحق الإشادة، بحسب فعاليات محلية لأنها يرمي إلى إدخال البسمة على نفوس فئات تعاني من الهشاشة وتحتاج إلى من يقف بجانبها في مثل هذه المناسبات الدينية التي ترسخ قيم التضامن. لكن الترويج لهذه المبادرة بنشر صور الفتيات وبوجوه مكشوفة يحتاج إلى وقفة تأمل، تورد الفعاليات ذاتها، وهي تعلق على ما أقدمت عليه البرلمانية خديجة الحجوبي، عندما قامت بنشر سيل من الصور التي تؤرخ لهذا الحدث في صفحتها الفايسبوكية.

المصادر قالت إن نشر هذا السيل من الصور في الفايسبوك قد يقرأ على أنه يندرج في إطار ما يعرف بـ”صوروني كندير الخير”، خاصة عندما يتعلق الأمر بمبادرة يقوم بها فاعل حزبي ، كما هو الشأن بالنسبة للبرلمانية ونائبة رئيس مجلس الجهة عن حزب “الأصالة والمعاصرة” وتمكنت في ظرف وجيز من أن تحظى بمسؤوليات في هياكله التنظيمية.

كما أن نشر هذا العدد من الصور لفتيات يعانين الهشاشة وبوجوه مكشوفة قد يقدم على أنه إساءة في استعمال صور هذه الطفلات، لأن الأمر يتعلق بنشر لصور ستبقى “خالدة” في ذاكرة شبكات التواصل الاجتماعي، وقد تسيء لاحقا إلى مسارات هذه الفئة والتي تحتاج إلى الدفء والاحتضان، لكن بعيدا عن توجه يرمي إلى الترويج ، ولو على حساب طفلات لم يخترن أوضاعهن الاجتماعية.

وتساءلت الفعاليات ذاتها، عما إذا لم يكن لدى البرلمانية الحجوبي من اختيارات أخرى لتسويق أنشطتها الجمعوية والتضامنية، بعيدا عن نشر مثل هذه الصور وبالوجوه المكشوفة لطفلات يكفل القانون عدم نشر صورهن، خاصة وأن البرلمانية الحجوبي حرصت أيضا على نشر صور تظهر فيها وهي تقبل الفتيات.

“فرغم نبل هذه المبادرة التي تكرس الدفء، فإن مثل هذه اللحظات كان من الممكن أن تحقق غاياتها النبيلة لو تم الاحتفاظ بحميميتها، دون نشرها للعموم وبالوجوه المكشوفة”، تسجل المصادر ذاتها.

الحجوبي، للإشارة، من أبرز الأسماء الناشطة في جمعية قافلة النور. ترأست الجمعية منذ التأسيس إلى حين توليها مسؤوليات في مجالس منتخبة، مع ما يطرحه ذلك من مشكل التنافي، كون الجمعية تستفيد من الدعم ولها علاقات شراكة مع عدد من المؤسسات، وضمنها مؤسسات منتخبة.