في ظل “تغييب” قنطرة “حقيقية”.. ساكنة بإقليم تاونات يصنعون قنطرة “بدائية”

تخفيفا من معاناة تستمر طيلة موسم الشتاء، ودرءا لمخاطر تحدق بهم وبفلذات أكبادهم، صنع سكان دوار مولاي يحي، التابع لجماعة فناسة باب الحيط، إقليم تاونات، قنطرة على طريقتهم الخاصة، اعتمادا على أكياس رمل ثبتت وسط مجرى مائي يعبره القرويون وأبناؤهم التلاميذ، الذين يقطعونه جيئة وذهابا صوب مدارسهم.
التلاميذ وذويهم، أصبح، اليوم، بمقدورهم، إن رغبوا في قطع المجرى المائي، العبور بشكل أكثر أمانا، دون الخوف من التبلل بالمياه التي تزداد برودتها صباحا، بعد مضي ليلة من ليالي الأشهر الشتوية حيث يشتد القر، ودون الخوف من خطر العواصف والأمطار الرعدية التي تحول طريقهم إلى طريق حبلى بالمخاطر.
ساكنة الدوار طال عليها الأمد، فلم تعد قادرة على تحمل ألم انتظار.. انتظار وعود المسؤولين لتجسد أحلامها وآمالها على أرض الواقع، فارتأت أن تشمر على أذرعها، حيث أبدعت، أمس الأحد، في “تأسيس” قنطرة وصفت بـ”البدائية”، عبر وضع أكياس رمل متقاربة، تفصل بين الواحد منها والآخر بضع سنتيمترات، يجعلها المار ملجأه للعبور دون تكبد أية خسائر.
“اليوم 24″، وهي تتطرق للموضوع، نقلا عن مصادرها، أوضحت أن منسوب مياه واد ورغة يرتفع خلال موسم الشتاء، وفي ظل غياب قنطرة تربط جماعة فناسة بجماعة بني وليد، يضطر التلاميذ إلى عبور مجرى الوادي، وتحمل خطر الأمطار الرعدية التي يمكن أن تباغتهم في لحظة ما، قبل أن يهتدي الآباء لفكرة قنطرة، وصفتها بالـ”بدائية” تخفف عن فلذات أكبادهم برودة مياه الوادي، وتجنبهم نزع نعالهم لعبور المقطع المائي.
القرويون، حسب المصدر نفسه، وضعوا أكياس رمل وسط المجرى المائي، وقاموا بتثبيتها بطريقة أفقية، في انتظار تفعيل مشروع قنطرة ”طهر السوق بني وليد“، والتي يمكن أن تفك عزلة عشرات الدواوير من جماعات عدة.
“معاناة أبناء دوار مولاي يحي مع واد ورغة، تفاقمها محنة النقل المدرسي، حيث يضطر العشرات من التلاميذ إلى أداء مبلغ التنقل خلال فصل الشتاء، أو تحمل مياه الوادي الباردة، في غياب تام لمبادرات مجانية لنقل تلاميذ الأسر المعوزة، كما أن النقل المدرسي التابع لجماعة فناسة باب الحيط يشتغل داخل نطاق مجاله الترابي، فيما مئات التلاميذ من دواوير تابعة لفناسة يتابعون دراستهم بجماعة بني وليد، ومنهم تلاميذ يقطعون مسافة تزيد عن 4 كلم مشيا على الأقدام كتلاميذ دوار املايو بقبيلة بني كزين”، يخلص المصدر.