أوفريد: “المدينة تنحو نحو المجهول لأن الساكنة لن تقبل هذه “التوأمة”.. غضب ضد اتفاقية جماعة فاس وبلدية إسرائيلية والعمدة يوضح

بعد مقال جريدة “الديار”، والذي رصد تفاصيل زيارة عبد السلام البقالي، عمدة فاس، ومعه نائبه البرلماني عزيز اللبار، لإسرائيل وتوقيعه لاتفاقية تعاون مع بلدية “كفار سابا”، وما خلفه ذلك من ردود فعل منتقدة، خرج العمدة التجمعي عن صمته، وكتب في صفحته الفايسبوكية “توضيحات” تخص هذه الزيارة، في محاولة اعتبرها متتبعون بأنها ترمي إلى التخفيف من حجم صدمة الرأي العام المحلي.

وقال العمدة إن الزيارة تمت بدعوة من رئيس فيدرالية رؤساء جماعات إسرائيل، مضيفة بأن الأمر يتعلق بمشاركة في معرض عمداء العالم 2022، “حيث كانت الفرصة للقاء عدد كبير من عمداء مدن إسرائيل وحوالي نصفهم مغاربة يهود يدبرون شؤون جماعاتهم”. وذكر بأن هؤلاء العمداء عبروا “عن حبهم للمغرب والمغاربة وارتباطهم بهذا الوطن الأصيل وبصاحب الجلالة نصره الله.”

وأورد البقالي أن الزيارة عرفت لقاء مع رئيس جماعة كفار سابا تم خلالها التأشير على بروتوكول الصداقة والتعاون في مجالات متنوعة بين الجماعتين، لـ”خدمة الاقتصاد بمدينة فاس”، حسب تعبيره.  واسترسل قائلا بأنها كانت فرصة له لتأدية صلاة الجمعة بأولى القبلتين وثاني الحرمين القدس الشريف مع نائبه الأول ورئيس مجلس السياحة بالجهة، عزيز اللبار.

وفي المقابل، انتشر في الفايسبوك هاشتاغ “عمدة فاس لا يمثلني”، كتعبير عن الغضب من خطوة  البقالي واللبار، ويتبرأ من خلاله رواد التواصل الاجتماعي من هذه الزيارة ومن تمثيلية المسؤولين للمتفاعلين مع هذه الحملة الرقمية.

وفي السياق ذاته توالت ردود الفعل المناوئة لهذه الزيارة في أوساط الفعاليات المحلية، حيث أكد الفاعل السياسي والمدني أسامة أوفريد، في تصريحات لجريدة “الديار”، بأن التطبيع مرفوض مع ما وصفه بـ”الكيان الصهيوني”، لأن القضية لا تحظى بإجماع وطني أولا، وكذا ارتباطا بتاريخ هذا “الكيان” وخاصة بالأراضي الفلسطينية.

وذهب أوفريد إلى أن لب الصراع وقضية التحرر مرتبط بتحرير فلسطين، وهذا تجلى حتى في كأس العالم برفع أعلام فلسطين، مما يبرز أن الشعب رافض للتطبيع بطريقة عفوية. وقال أوفريد، وهو من القيادات المحلية للحزب الاشتراكي الموحد، إنه كان الأمل أن يقدم عمدة فاس على إعطاء الأولوية لمدينة فاس، ومشاكلها، بدل أن يتسابق من أجل خطوة كهذه المتعلقة بالتوأمة، التي لن تحظى بالإجماع لا في المدينة ولا في الوطن.

“الكل سيرفض هذه التوأمة !”، يضيف أوفريد، قبل أن يتابع “لأن هذا مرتبط بتاريخ نضال وكفاح الشعب المغربي مع الشعب الفلسطيني، لذا كان حريا بالعمدة إعطاء الأولوية لعدد من المواضيع ذات الأهمية البالغة بالنسبة للمدينة، ولساكنتها، وعلى رأسها موضوع النقل الحضري، والنظافة، والبنية التحتية، ومشكل البطالة، ومشكل ضعف التواصل، ومشكل الدورات التي تمر في كثير من المرات بطريقة تتميز بالبلطجة والمزايدات السياسية الفارغة التي لا تعود بالنفع على المدينة، ومنه كان لزاما عليه تطوير مستوى المستشارين الجماعيين وخاصة التابعين لمكتبه المسير، بدل هذه التوأمة التي لن تجدي نفعا، بل بإمكانها فتح المدينة على المجهول، لأن الساكنة لا يمكن أن تقبل هذه التوأمة”.

“وحتى لو أراد توقيع توأمة ما فكان من الأفضل أن تكون مع دول تحظى بإجماع، وليس لنا معها إشكالات، وساكنة فاس تقبل معها التوأمة، وجميع الأطراف السياسية لا يكون لها مشكل معها، أما الآن فالمدينة تنحو نحو المجهول، لأن الساكنة والأطراف السياسية غالبا لن تقبل الأمر”، يسترسل محدثنا.

وأردف أنه ربما العمدة يدري بأن المجتمع الفاسي لن يقبل هذه الاتفاقية، لذلك لم يشارك تفاصيلها مع متتبعيه من قبل، والجميع يعلم أن مدينة فاس خرجت في مظاهرات عديدة من أجل فلسطين وضد “جرائم الكيان الصهيوني التي تجاوزت فلسطين إلى لبنان وسوريا ومصر… الخ”، ومن تم فالعمدة كفاعل سياسي مستوعب لكون أن هذه التوأمة لا تحظى بالإجماع، ففي العمق وفي الوجدان الشعب المغربي رافض للتطبيع، يخلص أوفريد.

وكانت الصفحة الرسمية لبلدية “كفر سابا” قد نقلت تصريحات عن العمدة البقالي قال فيها إنه فخور جدا لوجوده في إسرائيل. وذكر بأنه منذ اللحظة الأولى التي قابل فيها رئيس البلدية في شرم الشيخ بمصر شعر وكأنه يعرف أخا. وتحدث على أنه هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها إسرائيل، لكنه يشعر وكأنه في بيته. “وستكون هذه الزيارة أساس المستقبل والأجيال القادمة للمدينتين “، يورد العمدة البقالي حسب ذات التصريحات.