عودة السياح إلى المزارات.. هل تتجه فاس العتيقة نحو تجاوز جراح الجائحة؟

ليست فعاليات المنتدى العالمي التاسع لمنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات والذي تحتضنه العاصمة العلمية هو وحده من يصنع انتعاشة السياحة بهذه المدينة. فقد شهدت فاس العتيقة توافد أفواج كبيرة من السياح في الآونة الأخيرة، وهو ما استقبله التجار وأصحاب الفنادق الصغيرة ودور الضيافة والحرفيين بكثير من التفاؤل بعد سنوات صعبة مرتبطة بالإغلاق الناجم عن الجائحة وما ارتبط بتداعياتها المؤلمة.
ويعيش اقتصاد فاس العتيقة، في جزء كبير منه، على عائدات السياحة، وما يرتبط بهذا القطاع من مجالات خدماتية. وأدت التدابير الاحترازية لمواجهة انتشار الجائحة إلى جراح عميقة في هذا الاقتصاد. لكن الموسم الحالي سجل بوادر تعافي واضح في دروب المدينة. ولعب زوار الزاوية التيجانية دورا مهما في هذه الانتعاشة، إلى جانب أفواج السياح القادمين من دول أوربية وأسيوية.
وساهم منتدى تحالف الحضارات في صنع انفراج مهم لدى أصحاب الفنادق المصنفة، في عززت أفواج السياح الذين عادوا عن طريق وكالات الأسفار في صنع ابتسامة الفاعلين المتوسطين والصغار في القطاع، وما جاوره من المجالات.
ودعت فعاليات محلية في وقت سابق نخبة المدينة، خاصة البرلمان، إلى الترافع عن “حق” المدينة في استضافة المؤتمرات الدولية التي تعقد في المغرب، على غرار مدينة مراكش، موردين بأن هذا المدخل سيساهم، بالتأكيد، في تحريك نسبي لعجلة الاقتصاد المعطوبة للمدينة، في أفق اعتماد برامج تنشيط وترويج من شأنها أن تكرس المدينة كوجهة أساسية.