أين بيان “تكتل” حزبي “الوردة” و”الحمامة” بصفرو؟.. “الديار” تكشف الأهداف غير المعلنة لـ”الحرب” ضد الشبشالي
“تمخض الجبل، فولد فأرا!”.. هكذا علق متتبعون للشأن السياسي، على اجتماع أُطلق عليه “تكتل التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الاشتراكي” بإقليم صفرو.
وجاء هذا التعليق بعد طول انتظار “بيان”، يُفترض تعميمه على الرأي العام بالإقليم، كما جاء على لسان مصادر، حضرت الاجتماع الذي استضاف فيه البرلماني التجمعي حفيظ وشاك، الجمعة 7 أكتوبر الماضي، 14 رئيس جماعة ورئيس “مجموع الجماعات” ونائب لرئيس المجلس الإقليمي وعضوين عن غرفة الفلاحة بالإضافة إلى برلماني الاتحاد الاشتراكي ادريس الشطيبي، (كما جاء) في تصريحات لجريدة “الديار”.
لكن، لماذا تأخر إصدار “بيان” هذا “التكتل”؟ وهل فشل “المخططون” في مسعاهم لـ”عزل” برلماني “البام” ادريس الشبشالي وتحييد خطر “الفتنة” التي يخلقها بجماعات الإقليم، كما يدعون؟
في رده على أسئلة جريدة “الديار”، استبعد مصدر مطلع أن يخرج “البيان” الذي تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع المذكور، في الأيام القليلة المقبلة، بعد أن عبر بعض رؤساء الجماعات بإقليم صفرو، بوضوح، عن رفضهم التوقيع على هذا البلاغ.
مصدرنا، الذي حضر الاجتماع المعلوم، ذهب أبعد من ذلك، وشكك في مصداقية الاجتماع المثير للجدل، مبرزا، في هذا السياق، أن أغلب الحاضرين تمت دعوتهم للعشاء، فقط، ولم يخبرهم أحد أن الأمر يتعلق باجتماع بين “هيئتين سياسيتين” من أجل شخص واحد، لم يُذكر بالاسم حتى، بل تمت الإشارة إليه تلميحا فقط، قبل “تختلط الأوراق” ويتحول النقاش إلى “الاشتغال المشترك والتعاون بين الجماعات”، بعد تدخلات رفضت منح البرلماني الشبشالي “هالة” لا يستحقها، وفق تعبيره.
“لنفترض أنه تم إعداد هذا “البيان”، بأي صيغة سيتم إصداره؟.. هل سيتم عن طريقة “الهيئات السياسية” أم سيتم توقيعه من طرف رؤساء الجماعات؟”، يتساءل المتحدث نفسه، قبل ان يتابع مسترسلا: “بالنسبة للاتحاديين، قد نعتبر حضور الشطيبي، بصفته عضوا للمكتب السياسي، ممثلا للحزب في غياب الكاتب الإقليمي.. فمن يمثل حزب “التجمع” في هذا اللقاء، في غياب المنسق الجهوي أو الإقليمي الذي تم إقصاؤه لأسباب غامضة؟”.
مصدر جريدة “الديار” سجل أنه حتى محاولة إخراج “البيان” الركيك، كما وصفه بعد اطلاعه على “مسودة” يتم التشاور حولها بين بعض رؤساء الجماعات و”سياسيين”، نتوفر على نسخة منها، موقعا بصفة شخصية من طرف رؤساء الجماعات سيخلق مشاكل، لا حصر لها، مع الحلفاء وأعضاء المكاتب المسيرة المعنية، الذين سيعتبرون هذه الخطوة “قرارا انفراديا تم اتخاذه من طرف الرئيس، باسم الجماعة، دون الرجوع إلى المكتب المسير والحلفاء”، وفق تعبيره.
وشكك المصدر ذاته في نوايا “المخططين” للاجتماع وأهدافهم، فبعد تأكيده، مرة ثانية، على أن الدعوة كانت فقط للعشاء، كشف أن هناك من أسّر له أن “بيانا” ناريا ضد الشبشالي، ربما، كان معدا سلفا، تم”إخفاؤه” عندما رفض رؤساء جماعات شخصنة “الصراع السياسي” خلال اللقاء.
“حسب تحليلي الخاص، يشرح محدثنا، فإن هذه “الحرب” التي أججها البعض ضد برلماني الأصالة والمعاصرة لها هدفين لا ثالث لهما، بعيدا عن “لغة الخشب” و”مصلحة” المدينة والإقليم، التي يحاول البعض الترويج لها، زورا، لأغراض بدأت تظهر بعض معالمها، بدعم من “سماسرة الانتخابات” في الإقليم”.
المبتغى الأول، حسب مصدر جريدة “الديار”، هو خلق “لوبي” سياسي قوي بالإقليم، من أجل تحقيق “مآرب شخصية”، ولي ذراع قيادة حزب “الحمامة”، خصوصا لمن وجد نفسه من “المغضوب عليهم” من طرفها، وفي نفس الوقت، من أجل “محاصرة” الشبشالي سياسيا وعزله عن رؤساء الجماعات بالإقليم، في أفق إعداد وتقديم مرشح جديد كخليفة لـ”الملياردير الجديد” في الانتخابات التشريعية المقبلة، وتحت ألوان الحزب الذي ستجلبه “الموجة” آنذاك، كما يتردد.
وعن الهدف الثاني، قال مصدر جريدة “الديار” إنه مرتبط، ربما، بالمجلس الإقليمي لصفرو، موضحا أن “الهجوم” على الأمين الإقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة يمكن ربطه بمحاولة خلق شرخ بين مستشاري “التراكتور” بالمجلس وبين المكتب المسير، المكون من “الوردة” و”الحمامة”، في أفق “الانقلاب” على رئيسه، الذي أصبح مغضوبا عليه من طرف “فاعلين سياسيين”.
مصدرنا ألمح، في ختام تصريحه، إلى التحركات التي يقودها “المخططون”، في الآونة الأخيرة، وبعد أن فوجئوا برد فعل بعض رؤساء الجماعات، للإعداد لاجتماع في أقرب الآجال، لتفادي تفكيك “التكتل” وإيجاد صيغة تحفظ ماء وجههم، أمام الرأي العام، في مواجهة الشبشالي.
يذكر أن جريدة “الديار” كانت قد نشرت تفاصيل اجتماع رؤساء جماعات بإقليم صفرو برعاية برلمانيين في مقال سابق تحت عنوان: “الديار” تكشف كواليس اجتماع رؤساء جماعات “ضد” الشبشالي.. تكتل حزبي جديد بصفرو”.