بعد أن غيبته الجائحة لسنتين.. استعدادات لتنظيم أغرب موسم بنواحي مكناس تمارس فيه طقوس غريبة

استعدادات تجري في جماعة المغاصيين بنواحي مكناس لتنظيم أغرب موسم، يحج إليه “المثليون” وتقصده “العوانس” من كل حدب للاستحمام وتمارس فيه طقوس السحر..الأمر يتعلق بموسم سيدي علي بنحمدوش.

المصادر أوردت بأن المسؤولين عن الضريح يستعدون لاستقبال “ضيوف” الموسم بعد ما يقرب من سنتين من الغياب فرضته الإجراءات الاحترازية لجائحة كورونا.

وتبعد جماعة المغاصيين عن مدينة مكناس بحوالي 15 كيلومترا. وبعد انتهاء موسم الشيخ الهادي بوسط العاصمة الاسماعيلية، في سياق احتفالات عيد المولد النبوي، يشرع موسم سيدي علي بحمدوش في استقبال آلاف الزوار الذين يحجون إليه من كل حدب وصوب. لكن الطقوس التي ترافق هذا الموسم غريبة في كل شيء.

ويتجه الزوار الذين يبحثون عن “البركة” إلى شجرة للاعائشة والتي توجد في أعلى الهضبة بمركز الجماعة، حيث يتم تقديم الذبيحة. وتتم عملية الذبح في عين المكان. ويتحول فضاء الشجرة إلى برك دماء تسيل. بينما تتراكم الذبائح في جنبات الشجرة. ويتولى المشرفون على شؤون الشجرة جمعها وإعادة “ترويجها”.

ويثير هذا الملف الكثير من الانتقادات. كما أن الدماء التي تسيل تدلف إلى أعماق الأرض ما يشكل خطرا على الفرشة المائية. وقد سبق أن سجلت حالات تسمم في الموسم. وتحدثت الكثير من التقارير الإعلامية على أن للأمر علاقة باختلاط مياه الشرب بدماء الذبائح المتنوعة، من دجاج ومعز وخرفان وجمال وأبقار وعجول. وعلى مقربة من الشجرة توجد أسواق مفتوحة لبيع كل هذه الحيوانات.

ويتجه “العوانس”، وفق طقوس ومعتقدات، إلى أسفل الهضبة، حيث حمام خاص بهن للاغتسال وطلب الزواج. وعندما ينهين الاغتسال، فإنهن يتخلصن من ملابسهن الداخلية في عين المكان. ويتحول الفضاء إلى ساحة مفتوحة لرمي الملابس الداخلية للنساء. ويتم جمعها من قبل باعة “الخوردة” لإعادة بيعها في الأسواق الشعبية.

ولكن من أغرب ما يعرفه الموسم هو أن أفواجا من “المثليين” يحجون إليه. ويقيمون في المنطقة طيلة أيام الموسم، ويقيمون سهرات خاصة في شقق يكترونها لهذا الغرض، رغم الحملات التي تشنها السلطات لتوقيف هؤلاء. كما تقوم بمنعهم من الوصول إلى القرية. لكنهم يصرون على الوصول ويعدون إلى العبور عبر الأحراش المجاورة مشيا على الأقدام. كل شيء في نظرهم يهون من أجل الوصول إلى الموسم والقيام بطقوسهم الخاصة.

وينتشر “المشعوذون” في مختلف جنبات القرية. وتتحول بضاعة بيع الأعشاب إلى سلع رائجة.

ورغم أن المشرفين على الضريح حاولوا أن يبعدوا على الموسم هذه الصورة التي رسمها عنه الجميع، إلا أن ذكر الموسم أصبح مقترنا بهذه الظواهر الغريبة.